أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي بالنيابة، أحمد أويحيى أن المؤتمر الاستثنائي للحزب المقرر في مطلع شهر ماي المقبل سيشهد إقرار الاقتراع السري لانتخاب الأمين العام مما يعد سابقة في تاريخ الحزب، مشددا على أن هذا المؤتمر سيكون الموعد الذي سيضع حدا للانحرافات التي دخلت بيت التجمع منذ أربع سنوات، والتي يسعى البعض عبثا لإعادة إحيائها في تلميح منه إلى بعض إطارات الحزب ونوابه السابقين الذين كانوا قد طالبوا بتأجيل انعقاد المؤتمر الاستثنائي بحجة تسجيل خروقات في التحضيرات الخاصة بهذا الموعد السياسي. وخلال افتتاحه أمس أشغال المؤتمر الجهوي التحضيري للمؤتمر الاستثنائي للحزب بزرالدة، حرص أويحيى على الرد على جماعة التصحيحيين، بقوله إن ثقافة الأغلبية لا طالما كانت ثقافة راسخة داخل الحزب والذي يجري فيه العمل في ظل احترام قوانين الجمهورية و روح الديمقراطية والقانون الأساسي للحزب، متوعدا بالوقوف في وجه من يسعى للعودة إلى ديكتاتورية الأقلية وفوضى الشراذم. أويحيى استدلي في تأكيده على ما سبق ذكره بكون المؤتمر الاستثنائي سيجمع قرابة 1600 مشارك بما فيهم مندوبو القاعدة المختارون عن طريق الإجماع أوالاقتراع، مسجلا فرصة المؤتمر للخروج بقرارات هامة من خلال إعادة النظر في القانون الأساسي واللوائح التنظيمية وكذا وضع حد لأي محاولة للزعامة من خلال اللجوء إلى الصندوق ولأول مرة في تاريخ الحزب وذلك بحضور أربعة محضرين قضائيين و 16 مساعدا. وعبّر الأمين العام ل«الأرندي" عن أمله في أن يتوج المؤتمر الاستثنائي بمواقف تكون في مستوى التحديات والرهانات التي تواجهها الجزائر وكذا تسمح للتجمع بالمساهمة في إثراء النقاش السياسي في البلد، لتضاف إلى دعمه الثابت لبرنامج رئيس الجمهورية ومساندته لعمل الحكومة التي هو طرف فيها. إنجازات الرئيس تبلورت في بلاد تسير على نهج البناء والتقدم وذكر أويحيى على صعيد آخر بأن عقد المؤتمرات الجهوية للحزب تزامن أيضا هذه السنة مع الذكرى الثانية لإعادة انتخاب السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمهوري، وهو الحدث الذي شكل انتصارا آخر للديمقراطية من خلال تزكيته من طرف 82 بالمائة من الناخبين كي يستمر في خدمة الجزائر. وعرج في هذا الإطار على مختلف الإنجازات التي حققها الرئيس بوتفليقة ضمن مسار الإصلاحات الجوهرية التي أقرها والتي لا تزال متواصلة إلى غاية اليوم، حيث تعززت بالتعديل الدستوري الأخير. وقال بهذا الخصوص إن إنجازات الرئيس بوتفليقة تبلورت في بلاد تسير على نهج البناء والتقدم وفي شعب ملتف بعزم حول رئيسه، مؤكدا مرة أخرى دعمه المطلق والثابت لرئيس الجمهورية. بوتفليقة سيكمل عهدته كاملة غير منقوصة واستغلال صورته مدبرة ولفت أويحيى بالمناسبة إلى أنه حتى وإن كانت الوعكة الصحية التي أصابت الرئيس بوتفليقة قد قلصت من قدراته البدينة إلا أنها عززت في نفس الوقت تضامن شعبنا والتفافه القوي حوله وهو ما يمكن لمسه في عمق الجزائر وأحياء مدنها. كما شدد في السياق على أن الرئيس بوتفليقة المنتخب من طرف الشعب سيكمل عهدته كاملة غير منقوصة وأنه على من يطمح إلى كرسي الرئاسة عليه انتظار انتخابات 2019. واعتبر الأمين العام للتجمع، استغلال صورة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أثناء استقباله الوزير الأول الفرنسي إيمانويل فالس مناورة مدبرة ومنسقة في باريسوالجزائر، مشددا على أن الشعب الجزائري متمسك أكثر من أي وقت مضى بقائده. وقال إن استغلال الصورة يعد حلقة جديدة في مسلسل المساس بالجزائر. كما ذكر أويحيى في نفس السياق بأنه يوجد في فرنسا حقودين لم يقتنعوا بعد بأن الجزائر الخاضعة للوصاية الأبوية قد زالت منذ أكثر من نصف قرن، متوجها إلى هؤلاء بالقول "إذا أرادت فرنسا بناء شراكة متميزة مع الجزائر فهناك ثلاث قواعد يتعين العمل بها هي الاحترام المتبادل والمصالح المتكاملة وخدمة مصلحة الشعبين، مضيفا بالقول في هذا السياق: "هذه الجماعة لم تهضم أيضا أننا نختلف مع بلادهم في الدفاع عن مصالحنا الجهوية وندد بالمساس برموزنا الوطنية وعلى رأسها رئيس الجمهورية وبأننا ولمجموعة من الأسباب قد لا نمنح بعض الصفقات الاقتصادية". وسجل أويحيي أسفه الشديد لوجود حقودين بالجزائر محسوبين على جزء من المعارضة عملوا على إتمام هذه المؤامرة عبر التواصل مع الحقودين على الجزائر في الخارج لنقل رسائلهم هنا بالجزائر، ليؤكد على أن هذه الأبواق المحلية توجد في عزلة تامة عن الشعب الجزائري ولا تزال حبيسة صالوناتها و بعض مواقع شبكة الانترنت. وأكد أن التجمع يندد بهذا العمل الشنيع وكذا بتصرف بعض وسائل الإعلام الفرنسية التي سارت على خطاهم و "كأننا لم نشاهد نحن صورة بعض المسؤولين السامين الفرنسيين حتى وهم يتمتعون بكامل صحتهم يستسلمون للنوم العميق خلال نشاطات رسمية يقول السيد أويحيى". فعلى سبيل المثال لا الحصر ذكر أويحيى قناة "إيستوار (تاريخ)" المسيرة من طرف باتريك بويسون الذي كان مستشارا لساركوزي ورئيس تحرير في السبعينات لصحيفة كانت تعتبر مثالا في ممارسة العنصرية ضد الجزائريين، مشيرا إلى أن هذه القناة ما فتئت تبث ومنذ 15 يوما متتالية حلقات تمجد تاريخ الأقدام السوداء والحركى. وإن أقر السيد أويحيى بوجود مشاكل واختلالات في الجزائر على غرار جميع البلدان، إلا أن ذلك لا يعني - كما قال - تبني خطب هدّامة بعيدة كل البعد عن القضايا الوطنية ولا تجد لها أي صدى يذكر في أوساط المجتمع، فالجزائر بحاجة اليوم إلى تنويع في الرؤى والاقتراحات بإشراك المعارضة. وعلى صعيد ذي صلة، حذر الأمين العام للتجمع بالنيابة من محاولة لوبي المال التحكم في وسائل الإعلام، حيث قال "البعض يريد احتكار الإعلام ولو تم فتح ملفاتهم لغرقوا في البحر، مشيرا إلى تموقع من أسماهم بالعملاء بأربع جرائد". أويحيى: شركة "روايال أريفل كورب" أُسست قبل أن يصبح بوشوارب وزيرا أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي بالنيابة، أحمد أويحيى أن وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب الذي ورد اسمه في تسريبات "أوراق بنما" كان رجل أعمال منذ 1989 وأن تأسيسه للشركة المذكورة كان قبل توليه منصبا في الحكومة. ورد أويحيى في تصريح أدلى به للصحافة على هامش افتتاحه المؤتمر الجهوي التحضيري للمؤتمر الاستثنائي للحزب على أسئلة تتعلق بضلوع بوشوارب فيما اصطلح على تسميته ب«أوراق بنما" بأن مكتب الدراسات والإستشارة، أشار إلى أن شركته المسماة "روايال أريفل كورب" أسست قبل أن يصبح وزيرا، مضيفا أن بوشوارب الذي يعد إطارا قياديا في التجمع كان رجل أعمال منذ 1989. وتساءل في هذا الصدد عن خلفيات هذه التسريبات ليس في الجزائر فقط وعن حقيقة وقوف رجل الأعمال جورج ساورس الذي تربطه علاقة بالثورات الملونة وراء تمويلها. عدم ثقة عمار سعداني في شخصي أمر يخصه لوحده وبخصوص التعليقات التي راجت حول علاقته المتوترة بالأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني رغم كونهما حليفين ومساندين لبرنامج الرئيس، أجاب السيد أويحيى بأنه شخصية عامة ومن الطبيعي أن يكون محل تساؤلات وتعليقات يومية، مؤكدا في نفس الإطار بأن التجمع يظل يعتبر حزب جبهة التحرير الوطني حليفا استراتيجيا مجددا على صعيد آخر عرفانه لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على الثقة التي وضعها في شخصه من خلال تعيينه مديرا لديوانه. وقال في هذا الشأن إنه يعتز بثقة الرئيس بوتفليقة بصفته رئيسا لحزب جبهة التحرير الوطني وأن عدم ثقة عمار سعداني في شخصي أمر يخصه لوحده. أما فيما يتعلق بسؤال يتعلق حول عدم تحرك العدالة في ملف قضايا الفساد التي يتهم بها الوزير الأسبق للطاقة، شكيب خليل أكد أويحيى أنه لن يتكلم باسم العدالة التي يحترمها. أويحيى بخصوص احتجاج الأساتذة المتعاقدين: ندعم وزيرة التربية وإصلاحاتها أكد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي بالنيابة عن دعم حزبه لوزيرة التربية الوطنية والإصلاحات التي تخوضها من أجل استمرار تعزيز المدرسة والتي قال عنها بأنها قد تبدو مقلقة للبعض الغيورين على الأصالة، داعيا هؤلاء إلى التمعن في نصائح العلامة الفقيد عبد الحميد بن باديس التي أوصى فيها بالوفاء للأصالة مع العمل على مسايرة العصر. وعبر أويحيى في هذا السياق عن أمله في أن تكون المدرسة الجزائرية مصدرا لصحوة وطنية تكون فيها متماشية مع الرهانات المعاصرة، التي يبقى في مقدمتها تعزيز الحس المدني والمواطنة وترسيخ الروح الوطنية وكذا إعادة الاعتبار لقيمة الجهد والعمل لدى أبناء الوطن. كما اعتبر أويحيى اعتماد الجزائر لتاريخ 16 أبريل يوما وطنيا للعلم دليلا على الاهتمام البالغ الذي توليه الدولة للعلم والمعرفة باعتبارهما أهم سلاح للتنمية والإشعاع الوطني. وذكر في كلمته الافتتاحية لأشغال المؤتمر الجهوي التحضيري للمؤتمر الاستثنائي للحزب بزرالدة بأن الجزائر المستقلة لم تتوان أبدا حتى خلال الظروف العصيبة من تاريخها المعاصر عن إعطاء الأولوية القصوى والعناية الكاملة لضمان تمدرس وتكوين أبنائها مشيدا بالمناسبة بشجاعة المواطنين الذين صمموا وعزموا على عودة أبنائهم لمقاعد الدراسة خلال الدخول المدرسي لسنة 1994 رغم تهديدات الجماعات الإرهابية الدموية. وجاء إعلان أويحيى الداعم لوزيرة التربية على خلفية الاحتجاجات المتواصلة للأساتذة المتعاقدين الذين يطالبون بالإدماج المباشر في القطاع دون المرور على مسابقة التوظيف المزمع تنظيمها يوم 30 أفريل الجاري، وهو ما ترفضه الحكومة رفضا قاطعا طبقا لقوانين الجمهورية أكده صراحة مؤخرا كل من وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد الغازي وبعده وزير الداخلية والجماعات المحلية السيد نور الدين بدوي وأمس الوزير الأول من قسنطينة.