يشكل ملف توزيع المياه عبر وسط أحياء ولاية تبسة وبلدياتها، أحد أهم انشغالات السلطات المحلية والسكان، خاصة إذا تعلق الأمر بالأحياء التي لم يشملها الربط بشبكة التوزيع الجديدة، والتي لم تكتمل في جوانب من أحياء المدينة؛ مما أدى إلى التذبذب المستمر في توزيع هذه المادة الحيوية. وتشكل أزمة المياه الحاصلة على مستوى أحياء وسط الولاية وبلدياتها، هاجسا مرعبا للسكان يتكرر كل سنة مع حلول فصل الصيف. ويعود حدوثه في أغلب الأحيان إلى أسباب عديدة، منها التسربات المائية وعدم الالتزام برزنامة التوزيع بالعديد من الأحياء كحي الجزيرة الكائن بأعالي مدينة تبسة، الذي يعاني سكانه الأمرّين مع أزمة التذبذب في المياه الصالحة للشرب منذ 05 أشهر، حسبما أكد السكان في تصريحاتهم؛ مما جعلهم يتسابقون لاهثين للظفر بقطرات من الماء خاصة في شهر الصيام، وإن حاولوا شراء صهاريج المياه فإن أصحابها يرفضون الذهاب إلى الحي ودخوله؛ لأن الطريق غير معبّدة ومهترئة لا يمكن السير من خلالها، وفي هذه الحال أصبح السعي ومحاولة الحصول على دلو من الماء أمرا حتميا، خاصة إذا طالت المدة وبلغت 05 أشهر بدون أن تزور المياه حنفياتهم؛ لذلك فسكان حي الجزيرة يطالبون الجهات المعنية بوضع حد لأزمة المياه التي طال أمدها وتعبيد الطريق المؤدية للحي، وهي الوضعية ذاتها مع أزمة المياه في العديد من الأحياء بعاصمة الولاية، كحي لارموط والزاوية. وقد أرجعت مصالح ‘'الجزائرية للمياه‘' بتبسة أزمة المياه إلى الأشغال لم تنته بشبكة التوزيع الجديدة التي أُنجزت لتعوّض الشبكة القديمة التي تآكلت وأصبحت غير صالحة. وفي ذات السياق، شدد والي تبسة علي بوقرة أمام المسؤولين المحليين، على السعي بجدية والتقيد بواجب العمل المنتظم والدائم لضمان تموين سكان الأحياء والبلديات التابعة لولاية تبسة بهذه المادة الحيوية الضرورية، معتبرا أن مشكل المياه الصالحة للشرب والنظافة يشكلان تحديا يجب التغلب عليه بالإضافة إلى التهيئة العمرانية، مضيفا أن مشكل التذبذب في التزود بالمياه يعود إلى سوء التسيير، موضحا: «وضعنا جهازا يتابع مثل هذه المشاكل، وخاصة مشكل نقص المياه الصالحة للشرب والانقطاعات الكهربائية». من جهة أخرى، يعاني سكان المناطق الريفية التابعة للعديد من بلديات الولاية، من أزمة مياه شديدة جعلتهم في حيرة من أمرهم، خاصة بعد أن جفت الحنفيات القريبة من مشاتيهم وأصبح لزاما عليهم حمل الدلاء على ظهور الأحمرة تحت لهيب الشمس الحارقة وملئها لتلبية احتياجاتهم واحتياجات حيواناتهم.