كشف فلاحون من بلدية بني عمران ببومرداس عن سعيهم لجمع توقيعات للمتضررين من موجة الحرائق التي ضربت الولاية مؤخرا في مسعى منهم لمحاولة الضغط على السلطات المحلية للإسراع في كشف الملابسات عن الحرائق التي يؤكد بشأنها الفلاحون أن سببها بشري. وأكدوا في حديثهم ل«المساء" عن عريضة موسعة تحمل توقيعات سيتم رفعها إلى وزارة الفلاحة قريبا لإنصاف فلاحي المنطقة وتعويضهم عن الضرر الذي لحقهم. قال محمد شارف، رئيس جمعية محلية ببني عمران وعضو مؤسس للمعرض الوطني لزيت الزيتون في تصريح خص به "المساء" أن الفلاحين بمناطق جراح وثسويقت وأزليّنْ ببني عمران وتيزي أريف ودُكان بعَمّال وسوق الأحد وبوزڤزة قد تضرروا كثيرا بسبب الحرائق المهولة التي شهدتها بومرداس في الفترة الأخيرة. وقال إن هذه الحرائق قد أرجعت المنطقة المعروفة بالفلاحة الجبلية إلى حوالي 20 سنة إلى الوراء حينما هجرها سكان القرى والمداشر هربا من الإرهاب وما خلفه من دمار على الطبيعة والإنسان. ملفتا إلى أن عملا كبيرا قد قامت به الدولة لاستتباب الأمن ما شجّع السكان على العودة إلى ديارهم وبالتالي لأراضيهم،"ولكن في السنوات الأخيرة تشهد المناطق الجبلية لعمّال وبني عمران وسوق الأحد وبوزقزة وكذا تيجلابين والثنية العديد من الحرائق التي نؤكد أن سببها الأول هو الإنسان، لذلك نحن نطالب بالإسراع في الكشف عن ملابسات هذه الجرائم في حق الطبيعة والسكان، ومن أجل ذلك شرعنا منذ أيام بجمع توقيعات سكان المناطق المتضررة وخاصة منهم الفلاحين ليتم رفعها إلى وزارة الفلاحة ومن تم إلى السلطات العليا لوضع حد لهذه الاعتداءات الشنيعة في حق الطبيعة ومحاسبة الفاعلين"، يضيف المتحدث. خسارة أكثر من 2000 شجرة زيتون معمّرة من جهة أخرى، يؤكد محمد شارف الناطق باسم فلاحي بني عمران أن الحريقين الأخيرين بمنطقة الثنية وتيجلابين قد تسببا في إتلاف أكثر من 2000 شجرة زيتون مُعمرة تعود لعائلات ورثتها من جيل إلى جيل"، مضيفا أن التعويض عن طريق تقديم شجيرات الزيتون للغرس لا يعوض الفلاح خسارة شجرة الحشّاد التي يزيد عمرها عن مائة سنة ومردودها العالي."وإنما نحن نطالب بأكثر من ذلك وهو الإسراع في تطبيق البرنامج الفلاحي القاضي بحرث 200 هكتار كل سنة. كما نؤكد في هذا الإطار أن البرنامج الذي كانت قد اقترحته وزارة الفلاحة خلال موسم 2013-2014 لم يتجسد لحد الساعة ونتساءل لماذا، علما أنه بتجسيده سيسمح بإعادة إحياء مناطق جبلية معروفة بإنتاجها للزيتون وزيته ذي الجودة العالية، كونها منطقة جبلية وعرة لا يمكن حرثها إلا بمحراث خاص يسمى "البول"، كانت وزارة الفلاحة قد وعدتنا به ولم يتجسد شيء منذ سنوات"، يقول شارف مبديا تفاؤله بالإرادة الكبيرة التي أبداها وزير الفلاحة عبد السلام شلغوم حينما صرح من قسنطينة مؤخرا أن الأرض لمن يخدمها، في انتظار التفات الوزارة لانشغالات فلاحيّ بومرداس الذين يرون أنها مستعجلة وتصب في خانة خدمة الأرض و«حتى لا تذهب جهود ومساعي أعيان المنطقة هباء والتي تتعلق بالتحسيس الواسع وسط الشباب لتحفيزهم بضرورة العودة إلى خدمة الأرض"، يضيف محمد شارف. للإشارة، فإن الحرائق الأخيرة بإقليم بومرداس قد تسببت حسب ذات المسؤول في كوارث كبيرة بالنسبة لصغار الفلاحين خاصة منهم مربيي النحل ممن فقدوا قرابة 300 صندوق نحل وضعت بجبال عمال وبني عمران، إلى جانب خسارة أكثر من 200 "بوطة" من التبن وخسارة أكثر من 150 هكتارا من أشجار الكرز والبرقوق ذي الجودة العالية الموجه نحو التصنيع لإنتاج "العينة المجففة"، بالإضافة إلى المئات من أشجار التين والرمان.