يشتكي فلاحو بلديتي بني عمران وسوق الحد بدائرة الثنية ببومرداس من غياب الدعم الفلاحي، ونقص الإمكانيات للنهوض بالقطاع التي من شأنها تحقيق الاكتفاء الذاتي للولاية، حيث تكاد تغيب قنوات الري عن الأراضي الشاسعة التي توجد بالبلديتين، وإن وجدت فهي لا تكاد تكفي لسقي المحيطات الفلاحية التي تحتاج لكميات كبيرة خلال فصل الصيف. وأوضح الناشطون بالقطاع وجود مساحات فلاحية لم يستفد أصحابها من الدعم الفلاحي، خصوصا في الجهة الغربية التي تشتهر بزراعة الأشجار المثمرة بسوق الحد والخضر والفواكه بنواحي واد لجنان، توزالين، وبوقراي ببني عمران، أما في الجهة الشرقية والتي في غالبها مناطق جبلية فهي تشتهر بحقول الزيتون الممتدة من قرية "آيث خليفة" لغاية "تولموت"، حيث لا يزال السكان يستعملون الطرق البدائية في جنيه ونقله، فالجني يكون يدويا والنقل فوق الرؤوس، أو باستعمال الدواب مثل الحمير والبغال في أحسن الأحوال، ويعود السبب في الغالب لغياب المسالك الفلاحية وبعد الحقول عن الطرق الرئيسية مما يصعب استعمال السيارات في نقل المنتوج إلى المعاصر. كما تعاني أغلب الأشجار المثمرة في المنطقة من الشيخوخة، وذلك لعدم تجديدها من طرف السكان الذين من فئة اجتماعية هشة، ولا يمكنهم قلع الأشجار القديمة، واستبدالها بأشجار يافعة بإمكانها إعطائها منتوج وفير. من جهة أخرى عرفت المنطقة تراجعا كبيرا في إنتاج التين والتين المجفف، وذلك بعد زوال الحقول الشاسعة التي كانت في الماضي، حيث أكد لنا السكان أن المنطقة خصوصا القرى الجبلية كانت تصدر كميات كبيرة من التين المجفف والمعروف ب"الكرموس" أو محليا ب"ثزارث أو"إحفوفن" لكن للأسف زوال الحقول واقتصار غرس الأشجار على الحقول القريبة من المساكن حال دون استرجاع مكانتها السابقة. وفي سياق غير بعيد عرفت تربية الحيوانات تراجعا كبيرا رغم مساحات الرعي الموجودة بالمنطقة واقتصر الأمر فقط على أعداد قليلة من الماشية تربيها بعض العائلات لكسب المعيشة، وغالبا ما تكون موجهة فقط للاستهلاك المنزلي سواء في إنتاج الحليب أو ذبحها في المواسم والأعياد، وهو نفس الشيء بخصوص تربية الدواجن التي تراجع عدد مربيها أمام قلة الدعم المقدم لمثل هذا النشاط الفلاحي.