أُسدل، الستار، سهرة أوّل أمس، على فعاليات الطبعة الثانية عشرة من مهرجان جميلة العربي، الذي تداول على خشبته أزيد من أربعين فنانا يمثلون العديد من الدول العربية، فعلى مدى ثماني ليال متتالية، كان الموقع الأثري لمدينة كويكول الرومانية قبلة ومحجا لنجوم الطرب العربي، استمتع فيها جمهور الجميلة جميلة، بعبق الكلمات الجميلة والموسيقى الراقية، في سهرات فنية أحيتها ثلة من ألمع ما أنجبت الساحة الفنية العربية. ثماني ليال أضاءت سماء كويكول بأصوات عربية عالمية، داعبت صخور قوس الإمبراطور الروماني كركلا، والساحة السيفيرية لسيبتيم سيفار، اللتين شيّدهما الإمبراطور الروماني نيرفا مع بداية القرن الرابع، وكانت سهرة الاختتام سطايفية تونسية بامتياز، دشّنتها فرقة "ديوان عامر" التي أمتعت الجمهور الحاضر بوصلات من فن الصراوي المميز لأعراس وأفراح منطقة الهضاب العليا. تلاها بعد ذلك عميد الأغنية السطيايفية الفنان المغترب بكاكشي الخير، الذي سافر بالحضور إلى أعماق التراث والفلكلور السطايفي الضارب في أعماق تاريخ منطقة الهضاب العليا، فعرف صاحب مقولة "واشي هذا، هذا واشي"، كيف يسافر ويبحر بجمهور السهرة الختامية إلى الزمن الجميل، بدغدغة مشاعر الجمهور بأطباق فنية متنوّعة من التراث السطايفي، استهلها بأغنية "آه يا ظالمني" للفنان القدير عمار زنون، وهي أغنية مقتبسة من قصة حقيقية تنبذ العنف وتمقت الظلم، بعدها أغنيته الشهيرة "واشي هذا" التي تجاوب معها الجمهور بالرقص والتصفيق، ليختم سهرته ب "صبرت، صبرت"، وهي أغنية من التراث القديم تغنّى بها العديد من الفنانين الجزائريين. المشهد الثاني من السهرة كان تونسيا في وجود الفنان العالمي صابر الرباعي، الذي اعتلى المنصة بدون مقدّمات وتحت زغاريد عشاقه من النساء اللائي غزين موقع كويكول، وطار صابر الرباعي بعشّاقه على مدار ساعة ونصف ساعة من الزمن؛ في فسحة فنية متنوّعة من الطرب العربي، استحق فيها أمير الطرب العربي أن يكون فارس السهرة الختامية بامتياز، استهلها بأغنيته الشهيرة "ولا كلمة"، فاتحا مساحات الأمل التي تسبح في مخيلة الفنان صابر الرباعي الذي خلق تقاليد جديدة بمهرجان جميلة العربي، ويتجسد فيها محصلة الصقل كنتاج تجربة الفنان الذي جال وصال فوق المنصة وأبدع في تواصله مع الجمهور الذي اختصر الفن في سويعات الفرح، فعزف على وتر الوحدة وحسن الجوار، وخاض في لون الراي مستدرجا الشباب من خلال رائعة "نوكل عليك ربي". كما استحضر التراث التونسي فغنى "برشة برشة" التي حرّكت المشاعر في المدرجات وباقة من رصيده الفني الثري، على غرار أغنيتي "دلولة" و«مزيانة" التي كانت مسك ختام السهرة الأخيرة للطبعة الثانية عشرة من مهرجان جميلة العربي، ضاربا بها موعدا للجمهور في طبعات قادمة بعدما توقع مستقبلا زاهرا للمهرجان الذي صنفه في خانة المهرجانات الكبرى التي تتفاعل مع الفن والتراث إيجابا. أصداء المهرجان: - رقص إعلاميو مختلف القنوات والجرائد الجزائرية على وقع أغاني الفنان التونسي صابر الرباعي. - عرفت كلّ سهرات الطبعة ال 12 تنظيما محكما. - شهدت السهرة الختامية حضورا جماهيريا كبيرا. - قام الصحفيون والمراسلون المكلفون بتغطية المهرجان مساء أول أمس، بزيارة إلى آثار المدينة الأثرية جميلة؛ حيث عاشوا جوا عائليا. - ردّد الجمهور الذي كان حاضرا جميع الأغاني التي أداها الفنان صابر الرباعي. - أعادت الفرقة التي أدت وصلات "صراوي"، الجمهور الحاضر إلى زمن الأغنية السطايفية الجميل.