يحتضن رواق عسلة حسين معرضا جماعيا للصور الفوتوغرافية التُقطت عشية الاستقلال، بعضها من توقيع مجهولين وأخرى صوّرها كل من بسة أحمد زين ومحمد كواسي. تبرز كلها مدى فرحة الجزائريين بتحقيق الهدف الأسمى، المتمثل في نيل الحرية والعيش بسلام. وبهذه المناسبة يعرض الفنان المصوّر بسة أحمد زين، صورا باللونين الأبيض والأسود، من بينها صورة لأطفال يمتطون سيارة ويلوّحون بأيديهم فرحا بهذا اليوم المجيد. صورة أخرى لفتيات ارتدين أجمل ما في خزانتهن للاحتفال بالعيد السعيد. صورة ثالثة تبرز احتكاك المجاهدين بالشباب، لإظهار مشاركة الجميع في الكفاح ضد المستعمر. كما التقط الفنان صورا أخرى، من بينها صورة شاب يحمل العلم الجزائري بكل فخر، وأخرى لنساء ارتدين الحايك وخرجن إلى الشارع، فهن أيضا ساهمن في تحقيق النصر، وثالثة لموكب سيارات يكاد ضجيجها يتخطى الصور. بالمقابل، شارك بسة في العديد من الأفلام مثل مصور البلاطو ومدير التصوير، مثل مشاركته في فيلم "الليل يخاف من الشمس" للمخرج جيرار دولاسيس، وتمثيل مصطفى كاتب، بوعلام رايس، سيد أحمد أقومي، نورية وغيرهم. من جهته، عبّر الفنان المصور والمسؤول عن مصلحة التصوير بوزارة الإعلام للحكومة المؤقتة سنة 1958، محمد كواسي، الملقب بمصوّر جبهة التحرير، عن فرحته بتحقيق الاستقلال، فكان شاهدا على هذا النصر، مثلما كان كذلك خلال الكفاح، وهو الذي كان منخرطا في حزب الشعب. ويعرض الفنان الذي رحل عن الدنيا في 27 أوت 1996، مجموعة من الصور، من بينها صورة لأطياف من الشعب الجزائري يتوافدون بكل قوة من حي باب عزون، حاملين العلم الجزائري، وصارخين ومهللين؛ طربا بهذا اليوم المجيد. صورة أخرى لنساء امتطين سقف السيارة ويحملن الأعلام الجزائرية. صورة ثانية لصعود جزائريين إلى قمة. صورة ثالثة تسلط الضوء على مجاهدين نزلوا إلى الشارع لمقاسمة فرحة الشعب الذي قاوم المستعمر بطريقته، فكان النصر حليف الجميع، وهو ما أبرزه المصور الراحل محمد كواسي الذي وُلد بالبليدة سنة 1922 وترعرع بحي القصبة، ثم بولوغين واندمج في فرقة المسرح لجبهة التحرير الوطني من سنة 1958-1962؛ حيث جاب مخيمات اللاجئين وقواعد جيش التحرير الوطني. وقد شغل الراحل بعد الاستقلال إلى غاية 1969، منصب نائب مدير بوزارة الإعلام مكلف بمكتب التصوير، ثم أصبح مصورا حرا. كما عُرضت أعماله بالجزائر ويوغسلافيا سابقا وباريس وبمدينة أرل في سنة 1995، نُظم له معرض بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، ليرحل عنا يوم 27 أوت 1996. وقدّم الفنان في مشواره الفني العديد من الشهادات عن الثورة التحريرية؛ من خلال التقاطه صورا لمجاهدين غير معروفين وآخرين قياديين مثل محمد بوضياف وأحمد بن بلة وحسين آيت أحمد. كما سبق له أن صوّر "أيتام الحرب" التي التقطها في الحدود وصور "أقسام الدراسة" للأطفال اللاجئين، إضافة إلى صور التقطها خلال مختلف اجتماعات الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية برئاسة فرحات عباس، ثم بن يوسف بن خدة قبل استرجاع الاستقلال. وضم المعرض أيضا والذي تتواصل فعالياته إلى غاية الخميس المقبل، صورا ملوّنة التُقطت من طرف مصورين غير معروفين حول نفس الموضوع، والتي أضفت بألوانها المزيد من الجمال وكذا الدقة في إبراز تعابير الوجه، من بينها صورة تبرز ألوان العلم الجزائري الموجود في كل مكان. صورة أخرى لامرأة ترتدي زيا تقليديا وتحمل العلم الجزائري عاليا وكذا مجموعة من الصور التُقطت من أعالي البنايات.