دخلت القضية الفلسطينية مع مفاوضات فصائلها بالعاصمة المصرية منعرجا حاسما لم يعد معه الفشل مسموحا ولم يعد لأي فصيل مهما كانت قوته مواصلة السير في اتجاه لا يخدم قضية شعب دخلت حكم المجهول بسبب حسابات ضيقة. وجعل أمل النجاح هذه المرة أنظار الفلسطينيين جميعهم ودون استثناء تتوجه إلى العاصمة المصرية قاسمهم المشترك أن لا تكون محطة العاصمة المصرية تكرارا لتجربتي مكة وصنعاء الفاشلتين. وبالنظر إلى ما وصلت إليه علاقات أهم حركتين في المعادلة الفلسطينية فإنه بقدر ما أصبح الفشل محرما هذه المرة فإنه فتح الباب أمام آمال كبيرة لإخراج القضية الفلسطينية من عنق زجاجة خلافات أبنائها الذين دفعت بهم حساباتهم الحزبية إلى رهن مستقبل شعب بأكلمه نصف يعيش تحت الحصار ونصف آخر تحت رحمة نار الاحتلال. والكرة الآن بقدر ما هي في ملعب الدبلوماسية المصرية التي حملت على عاتقها تسوية الخلافات بين الفرقاء الفلسطينيين فإن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على عاتق قيادات حركتي حماس وفتح قبل غيرهما ونجاح المساعي المصرية يبقى رهين المساعدة التي تقدمها هذه الحركة وتلك لزيادة حظوظ نجاحها. ولأجل ذلك فإن آمال الشعب الفلسطيني ستبقى رهينة مدى التجاوب الذي ستبديه الحركتان مع المقترحات المصرية وليونة مواقف كل حركة تجاه الأخرى والنظر إلى بعضهما البعض كشريكين لا كعدوين في معركة المصير.