نظمت سفارة اليابانبالجزائر مأدبة عشاء للتعريف بمزايا الطبخ الياباني للسنة الثانية على التوالي أول أمس؛ حيث اختارت أن تعرّف الحضور من السلك الدبلوماسي والإعلاميين، بخاصية التغذية اليابانية التي تعتمد على الطبيعة والحفاظ على الذوق الأصلي للخضر والفواكه، وهي العملية التي حرص على عرضها في صورة متناهية الدقة الشيف» تاماي»، الذي أبدع في عرض طريقة تحضير «السوتشي» الشهير والمحبوب في البيت ليتسنى للجميع تناوله في كل الأوقات، حيث تم الاعتماد على المواد المحلية الجزائرية لتوضيح أن المطبخ الياباني عالمي ويحترم خاصية المكان. وأكد سفير اليابان في الجزائر السيد ماسايا فوجيوارا، خلال افتتاحه أمسية التذوق والتعرف على مزايا التغذية والطبخ الياباني التقليدي الذي يطلق عليه اسم «واشوكو» والذي أخذ صفة العالمية بعدما أدرجته منظمة اليونسكو ضمن الإرث اللامادي العالمي بتاريخ 4 ديسمبر 2013 علاوة على الإقبال الكبير الذي يعرفه عبر العالم وكذلك بالجزائر، أكد أنه منذ تعيينه سفيرا بالجزائر حرص على التعريف بالمطبخ الياباني، حيث خُصصت السنة الماضية لعرض مختلف أنواع الحلويات التقليدية التي يطلق عليها اسم «واقاشي» عرضتها مدرسية «ثرايا». وأضاف قائلا: «في هذه السنة حضر الشيف تاماي رفقة فريقه من مدرسة الطبخ اليابانية «إيشي قاكان» ليعرّف بنمط تغذيتنا الذي يعتمد على الطبيعة ويعرضها في مختلف صورها الجمالية عبر الفصول، فنحن نحرص على أن تكون الأغذية الموجودة بالصحون متوازنة وتخدم احتياجات الجسم؛ من خلال التنويع بين الخضر واللحوم وخاصة الدواجن والأسماك والأرز. الشيف «تاماي» رفقة كل من السادة توكورو، أكاسا والسيدة إيواتا»، أبهروا الحضور من خلال عرض مباشر لطريقة تحضير طبق السوتشي الشهير، حيث انبهر الجميع لطريقة لف البيض الطازج أزيد من 10 لفات في المقلات، ليصبح جاهزا فيما بعد ويدخل في قلب تركيبة قطعة السوتشي، التي يضاف لها السمك والأرز الصيني، وتغمس في صلصة الصويا. وأضاف الشيف تاماي موضحا أن من مزايا «واشوكو» أنه يحافظ على طعم الخضر أو الفواكه كما جاءت في الطبيعة، أي أن الشخص حين يتناول صلصلة الطماطم فيه فإنه يتناول الطماطم بنكهتها وذوقها، كما نستعمل القليل من الزيت في الطبخ. وهناك أطباق يدخل في تحضيرها التفاح، وهي من الأطباق التقليدية الرائعة، وفي قلب «واشوكو» يكمن داشي، وهو مرق نحصل عليه بنقع نوع من الأطعمة المجففة في إناء به ماء، لتنطلق نكهتها ويكون هذا هو المرق الأساس لعمل حساء شفاف «سوميمون» أو حساء «ميسو شيرو»، وأي وجبة يابانية تقليدية لا بد أن تشمل على واحد من الاثنين بعد إعداد مرق داشي. تضاف أطعمة أخرى للمرق وتطهى معه وتتبَّل بصلصة الصويا أو الملح في حالة حساء سويمونو أو يضاف إليها «الميسو» المصنوع من فول الصويا لنحصل على حساء ميسو. وكل الأطباق المطبوخة بمرق داشي تضاف إليها الخضروات والدجاج أو اللحم. أما التوابل فتضاف بوجه عام بعد انتهاء الطهو. وقال السيد ديو إيتشي المدير العام لمدرسة الطبخ اليابانية «إيشي قاكان» في حديثه إلى «المساء»، «هذه المرة الثانية التي أزور فيها الجزائر. في الواقع لم تتح لي فرصة زيارتها، لكنني تناولت الكسكسي والمقروط والعديد من الأطباق التقليدية الجزائرية التي وجدتها رائعة. كما أننا حرصنا خلال هذه الأمسية، على التعريف بالأطباق اليابانية المحضرة بالتوابل وزيت الزيتون والدجاج واللحم الجزائري؛ بغرض إظهار روعة الأذواق من الطبيعة في قالب عالمي.