استأنف أمس رئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو امبيكي مشاورات "الفرصة الاخيرة" الرامية الى انقاذ اتفاق السلطة والمعارضة لاقتسام السلطة في زيمبابوي وسط هامش مناورة محدود لنجاحها. وانتهت ثلاث جولات سابقة من المفاوضات الماراطونية التي أدارها الرئيس الجنوب إفريقي السابق منذ الاربعاء الماضي إلى نتيجة صفرية بعد ان استحال على الاطراف التوصل الى اتفاق مبدئي لتقاسم حقائب حكومة الوحدة الوطنية. وقال الرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي بعد خروجه من الجولة الأخيرة التي دامت ثماني ساعات كاملة أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاق ولكنه عبّر عن أمله في حدوث انفراج لحالة الانسداد. وقال أن "للحركة من أجل التغيير الديمقراطي موقفها ونحن لنا موقفنا وما نحتاجه تفاهم بين الجانبين". من جانبه رفض زعيم الحركة من اجل التغيير الديمقراطي مورغن تشفانغيري الإدلاء بأي تعليق على هذه المفاوضات في حين أكد نيلسون شاميزا المتحدث باسمها بأن المفاوضات بخصوص تقاسم السلطة في البلاد وصل إلى طريق مسدود. وتبادل الطرفان التهم بشان وصول المفاوضات بينهما إلى طريق مسدود فبينما اتهمت السلطة المعارضة بالسعي إلى تعطيل محادثات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من خلال سعيها لفتح ملفات قالت أنه تم تسويتها، ألقت الحركة من اجل التغيير الديمقراطي بمسؤولية فشل المفاوضات على الحزب الحاكم المصر على الاحتفاظ بحقائب وزارات السيادة. وعكست الصحافة الحكومية هذه الازمة ووجهت انتقادات لاذعة لزعيم المعارضة مورغن تشفانغيري واتهمته بالعمل على تعطيل المفاوضات استجابة لضغوط أمريكية وبريطانية التي ترفض بقاء الرئيس روبرت موغابي في الحكم. ولكن المعارضة رفضت الاتهامات الموجهة لها، وقال المتحدث باسمها نيلسون شاميزا أن الخلاف لا يكمن فقط حول حقيبة المالية، لكنه يخص عشر وزارات اخرى من بينها حقائب وزارات العدالة والإعلام والدفاع والداخلية والشؤون المحلية. وبالرغم من أن المسؤول في المعارضة أشار إلى أن الأمور بدأت تتحرك قليلا فإنه أكد بالمقابل أن ذلك يبقى غير كاف لتجاوز الخلافات القائمة بين السلطة والمعارضة بخصوص تقاسم السلطة وبالتالي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية كما سبق للطرفين ان اتفقا عليها قبل اكثر من شهر. وكان الوضع انفجر مجددا بين الفرقاء الزيمبابويين بعدما قرر الرئيس موغابي الاحتفاظ ببعض الحقائب الوزارية الرئيسية وقام بتعين نائبين له دون استشارة الحركة من اجل التغيير الديمقراطي المعارضة. وفي ظل استمرار الوضع المتأزم في هذا البلد هددت الولاياتالمتحدة أمس بفرض عقوبات جديدة على نظام الرئيس زيمبابوي روبرت موغابي في حال فشل مفاوضات تقاسم السلطة والتوصل إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.