أعلن والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ عن الشروع في إعداد مخطط وقائي للعاصمة للكشف عن النقاط السوداء وأخذ الاحتياطات لتفادي الحوادث والكوارث على غرار الانهيار الأخير للتربة على مستوى الطريق الرابط بين بن عكنون وزرالدة الذي خلف 14 جريحا. وأوضح زوخ أن هذا المخطط الذي يوجد في طور الانجاز، يأتي تعزيزا للمخطط الاستراتيجي للعاصمة (2012-2035) لكشف ورصد كل النقاط السوداء الموجودة بالولاية تحسبا لاتخاذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية لتفادي الحوادث المفاجئة. زوخ أوضح خلال نزوله أمس ضيفا على فوروم الإذاعة للقناة الأولى أن المخطط الاستراتيجي لإعادة الوجه اللائق للعاصمة عن طريق التكفل بالواجهة البحرية والقضاء على البناء القصديري وإعادة تهيئة المباني القديمة، أضحى غير كاف وكان لابد من تدعيمه بمخطط وقائي يتكفل بتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها في حالة وقوع حوادث مفاجئة أو كوارث طبيعية لم تكن في الحسبان. كما أبرز أن أولويات المخطط الاستراتيجي للجزائر العاصمة تتمثل في القضاء على البنايات الهشة، الأقبية، الأسطح والشاليهات وتجسيد كافة المشاريع المتعلقة بتهيئة الواجهة البحرية وتنقية وادي الحراش وواد أوشايح وإعادة الاعتبار للفضاءات الغابية. وفي هذا الصدد، كشف أنه تم ترحيل 04 آلاف عائلة كانت تقيم على ضفاف واد الحراش وألفي (02) عائلة من على ضفاف واد أوشايح وذلك في مرحلة أولية، على أن يتم ترحيل سكان الأحياء القديمة في المستقبل، بالإضافة إلى المخطط الوقائي بالمخطط الأخضر التي تعكف ولاية الجزائر على تجسيده على أرض الواقع حيث سيتم تحويل جميع الأوعية الشاغرة لاسيما بعد عمليات الترحيل إلى مساحات خضراء أو مساحات للتسلية للترفيه عن العاصميين. وقال والي العاصمة إن بعض الأوعية العقارية قد تمنح للمستثمرين القيام بمشاريع تتماشى واحتياجات المواطنين على غرار العيادات المتعددة الخدمات أو غيرها من المرافق التي يحتاجها المواطنون، مذكرا في ذات الوقت بأن الدولة الجزائرية تمنع منعا باتا المساس بالأراضي الفلاحية والغابات. ولفت إلى أنه لتفادي الحوادث ولا سيما تلك المرتبطة بقنوات صرف المياه المستعملة المتواجدة تحت الطرقات، تتم حاليا مشاريع وأشغال كبرى لإصلاح قنوات صرف المياه المستعملة والتي وصلت نسبها إلى 85 بالمائة، حيث تم تحويل مسارها نحو محطات تصفية المياه المستعملة بسطاولي وبني مسوس والرغاية بعدما كانت تفرغ في البحر. وقال إنه بعد تصفية المياه المستعملة بمحطات التصفية بسطاولي وبني مسوس والرغاية يتم إعادة استعمالها في عمليات سقي المساحات الخضراء، فيما ذكر بالمناسبة بأن القانون يفرض كذلك على أرباب المصانع أن ينجزوا محطات لتصفية المياه على مستوى مصانعهم قبل رميها في قنوات الصرف. شركة مختلطة لضبط السيولة المرورية والحد من الاختناق المروري ولاية الجزائر هي حاليا ورشة مفتوحة لإنجاز طرقات مزدوجة لضمان السيولة المرورية يضيف زوخ الذي أبرز الجهود الحثيثة الرامية إلى القضاء على الاختناق المروري، مؤكدا منح الولاية دعمها لجميع البلديات من خلال التجهيزات والموارد البشرية لإعادة تهيئة الطرقات بغرض ضمان سيولة مرورية. وأعلن في ذات الإطار عن إنشاء شركة مختلطة جزائرية - إسبانية تتكفل بضبط السيولة المرورية بالولاية، مضيفا أن هذه الشركة شرعت في عملها وهي تدرس حاليا كيفية تحسين الحركة المرورية. وفي هذا الإطار، دعا والي ولاية الجزائر العاصميين إلى استعمال وسائل النقل الجماعي كحافلات إتيوزا والتراموي والمترو والقطار بدلا من سيارتهم الخاصة. كما تطرق والي العاصمة إلى المشاريع المسطرة بهدف فك الاختناق المروري بالعاصمة مستعرضا مختلف الورشات القائمة، حيث أشار إلى توسعة المحاور المرورية المرتبطة بالعاصمة وازدواجية الطرق داخلها، بالإضافة إلى توفير وسائل النقل الجماعي مثل الميترو والترامواي، فضلا عن استحداث خط سكة حديدية مكهرب يربط بين بئر التوتة وزرالدة واستحداث خطوط النقل البحرية لنقل البضائع لتخفيف حركة سير الشاحنات. وذكر في هذا الصدد اقتناء وسائل نقل برية جديدة من طرف مؤسسة "إيتوزا" سيتم وضعها حيز الخدمة قريبا. التحضيرات جارية للمرحلة ال22 لإعادة الإسكان زوخ أكد بالمناسبة أن التحضيرات قائمة وتجري على قدم وساق من أجل الانطلاق في العملية ال22 لإعادة الإسكان بولاية الجزائر، موضحا أن هذه العملية ستقضي نهائيا على بقايا الأحياء القصديرية بالولاية، كما ستتكفل بالعائلات التي تسكن في سكنات ضيقة. وذكر بعدد العائلات التي تم إعادة إسكانها منذ بداية عمليات إعادة الإسكان بالولاية في جوان 2014 وهي أزيد من 46 ألف عائلة أغلبها من قاطني الأحياء القصديرية الكبرى على غرار حي الرملي. وذكر أن عدد الطعون المقدمة من طرف الذين رفضت ملفاتهم لإعادة الإسكان قد بلغ منذ سنة 2014 ما يعادل 11 ألف طعن قبل منها 750 طعنا. أما بخصوص إعادة ترميم البنايات القديمة للولاية، فقد أكد الوالي أنه يتم الشروع حاليا في تصليح 350 مصعدا في العمارات القديمة مع إعطاء الأولوية للبنايات التي يقطن فيها ذووي الاحتياجات الخاصة والمسنين، مشيرا إلى إحصاء 780 مصعدا معطلا بعمارات العاصمة. وبخصوص إعادة ترميم الطريق السيار الرابط بين زرالدة وبن عكنون حيث وقعت حادثة الانهيار الأرضي الجمعة الفارط، أكد زوخ أن الإصلاحات تمت وفق المعايير العالمية وأن عمليات فحص للطرق الثانوية المجاورة لمكان الحادثة ولجميع النقاط السوداء جارية حاليا بهدف التصدي لأي خطر محتمل.