تم أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة التوقيع على عقود تمويل مشاريع جمعوية بين 110 جمعية محلية تمثل كل ولايات الوطن ووزارة الشباب والرياضة. وتبلغ القيمة الإجمالية للمبلغ المخصص لهذه العقود 45 مليون دينار وتمس عشرة مشاريع هامة ذات الأولوية في برنامج السياسة الجديدة للشراكة المتخذة من قبل الوزارة مع الحركة الجمعوية لفائدة الشباب. وتجدر الإشارة في هذا الصدد الى أن جمعيتين محليتين عن كل ولاية من ولايات الوطن، قد استفادت من مبلغ 400 ألف دينار لكل واحدة كمعدل لتمويل ما تراه مناسبا لشباب منطقتها من مشاريع تدخل ضمن قائمة المجالات الواجب الاستثمار فيها خلال هذه السنة. ويتعلق الأمر بمحاربة المخدرات والعنف في الملاعب ومرافقة الشباب الذين يعانون من صعوبات ومشاكل، إضافة إلى إعلام ودعم الشباب وترقية الرياضة الجوارية والدعم المدرسي وتحديد ومرافقة المواهب الشابة في مختلف الميادين وكذا تشجيع التبادلات بين الشباب والتطوع لصالح البيئة والطبيعة وأخيرا ترقية النشاط النسوي في الأرياف. وأشرف على حفل توقيع هذه العقود وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار بحضور المدراء الولائيين للشباب والرياضة، حيث استعرض بالمناسبة مسار اتخاذ مثل هذا القرار القاضي بتمويل مشاريع محلية محددة لفائدة الشباب. وقال في هذا الإطار أن هذا الملف قد مر بعدة مراحل بدءا بلقاء رئيس الجمهورية بالولاة حول موضوع الشباب في أكتوبر من سنة 2007 لتنظم بعدها خمسة لقاءات جهوية مع الشباب والجهات المعنية جمعت على أثرها كل انشغالات واقتراحات ومشاكل هؤلاء الشباب. وأضاف الوزير أن الملف عرض في إطار الإعداد للسياسة الوطنية للشباب على الحكومة بتاريخ 31 ماي الماضي التي صادقت عليه مباشرة مؤكدا في ذات الوقت أنه تم تحديد عشرة مشاريع ذات الأولوية طبقا لخصوصيات المرحلة الاجتماعية والاقتصادية الراهنة لتجسيدها مرحليا على أرض الواقع بمساهمة مختلف الجمعيات الشبانية التي تنشط على المستوى المحلي. كما دعا الوزير خلال هذا اللقاء القائمين على هذه الجمعيات الى "ترشيد" النفقات الممنوحة لهم وعدم تبذيرها فيما لا ينفع الشباب وكذا الاستثمار فيها في حدود الأولويات وذلك كما شدد عليه مرارا حتى يستفيد الجميع مما توفره له الدولة في اطار سياستها الموجهة للفئة الشبانية من المجتمع الجزائري. ولم يفوت السيد جيار الفرصة ليعطي بعض التعليمات الخاصة للمديرين الولائيين للشباب والرياضة ارتبطت أساسا بضرورة الدفع بالمشاريع الشبانية المسجلة والتي تعرف تعطلا في عملية انطلاقها، حيث أكد أنه لا بد من إعطاء الأولوية القصوى لهذه المشاريع قبل نهاية السنة الجارية. كما دعا المديرين الى التعجيل بعملية تجديد الهيئات الرياضية على مستوى كل ولاية من خلال التطبيق الصارم للقانون ذلك لأن الرياضة الوطنية -كما جاء به خلال هذا اللقاء- "قضية الجميع" ومن الضروري التجند للنهوض بها. ومن بين ما دعا اليه الوزير أيضا إنشاء أقطاب لتطوير الرياضة في كل ولايات الوطن مع الالتزام بخصوصيات كل ولاية، حيث شدد في هذا السياق على أن يتم تحديد قائمة للرياضات التي من الممكن أن تتفوق فيها كل ولاية. وفي سياق حديثه عن دور المفتشيات الولائية للشباب والرياضة في اطار السياسة الجديدة للشباب الرامية الى توفير الظروف المناسبة لترقية الشباب داخل الاحياء والتجمعات السكنية، أشار السيد جيار الى أن قانون المالية التكميلي قد خصص مبلغ 200 مليار سنتيم لانشاء فضاءات للعب وأرضيات الكرة الحديدية. للاشارة فإن ممثلي الجمعيات ال110 سيستفيدون اليوم وغدا من برنامج تكويني يتعلق بكيفية تنفيذ ومتابعة وتقييم المشاريع الجمعوية المستثمر فيها. يذكر أن حفل التوقيع هذا قد تميز بدعوة الجمعيات الحاضرة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للترشح لعهدة ثالثة مؤكدة -كما جاء في بيان المساندة- أنها "شهود عيان على ما تحقق من انجازات منذ مجيئ الرئيس بوتفليقة الى سدة الحكم ومساهمته الكبيرة في استتباب الامن والاستقرار في البلاد" .