تساءلت الفنانة التشكيلية جهيدة هوادف عن مصير أعمال الفنانين في حال عدم وجود سوق للفن التشكيلي، وهو ما يحدث الآن؛ حيث يجتهد الفنان، ثم يخبّئ أعماله، داعية في السياق نفسه إلىضرورة تحقق حركة في هذا المجال، وتشجيع الفنان كي يواصل عمله بدون هوادة، وكذا إبراز أعمال الفنانين وشرائها من طرف أصحاب المال وتجسيد ما يسمى بسياسة البيع. كما اعتبرت المتحدثة أن السوق يسير حسب ديناميكية العرض والطلب، لتنتقل إلى أهمية سن قانون خاص بالفنان، الذي وإن تحصّل على الضمان الاجتماعي لا يمكن له إلى حد الآن أن يضع فاتورة. كما يجب إنشاء المزيد من الأروقة التي بدورها تأخذ على عاتقها مسألة سوق الفن التشكيلي. بدون أن ننسى تضيف الفنانة وجود نقاد يقيّمون عمل الفنانين التشكيليين، فلا يجب أن يكون الفنان المبتدئ وصاحب الخبرة في نفس المستوى، لتعود إلى ضرورة إنشاء سوق للفن التشكيلي لبنة لبنة. كما يجب على الدولة أن تشجع هذا السوق من خلال تخصيص ميزانية للمؤسسات التابعة لها كي تشتري أعمال الفنانين، خاصة أن الخواص لا يشترون، فكيف يعيش الفنان إذن؟ تتساءل هوادف، وكيف يكون للدولة فنها وتراثها في حال عدم شراء أعمال الفنانين التي سيعتريها الغبار وتختفي من الوجود؟ لتقدم مثلا بمتحف الفنون الجميلة بالحامة الذي يضم عموما، لوحات من فترة الاحتلال الفرنسي؛ فأين هي الأعمال الجزائرية إذن؟ بالمقابل، تساءلت الفنانة عن الخطوة المقبلة للوزير، هل سينظم معرضا واحدا للبيع؟ هل سيكوّن محافظي المعارض؟ هل ينظم عملية بيع بالمزاد؟ لتضيف أنه لا شيء واضح إلى حد اللحظة. كما أكدت أن المشكل ليس فقط في توفير الشارين بل في تحقيق نظام دائم لسوق الفن التشكيلي. أما عن أسعار لوحاتها فقالت جهيدة إنها بدأت ببيع لوحتها ب 3000 دينار، وتزايد المبلغ بعد سنوات من الخبرة وصلت إلى ثلاثين سنة، وكذا بمقارنة أسعار الفنانين الآخرين حسب نوعية العمل، لتضيف أن الدبلوماسيين لم يعودوا يشترون كما كان في السابق، لتؤكد أن السعر هو وسيلة للحصول على اللوحة لا لتقييمها. أما عن عرض الفنانين أعمالهم في الخارج، فقالت جهيدة إن الكثير من الفنانين يعملون في مكان العرض؛ نظرا للقانون الذي يفرض عليهم إعادة لوحاتهم، في حين رفضت الفنانة أن تقدم لوحة من لوحاتها لصاحب الرواق الذي تعرض فيه، وهو ما حدث لها في فيلا عبد اللطيف وقصر الثقافة، «فكيف للمنظمين أن لا يستثمروا في الفن ولا يشهّروا بأعمال الفنانين؟». وفي نفس الوقت هم يطالبون بلوحة للفنان العارض في فضائهم، لتعود وتطالب بضرورة تحريك المجتمع المدني، وإنشاء ورشات يلتقي فيها الفنانون، ممثلة بمذابح رويسو التي طالبت رفقة فنانين آخرين، بتحويلها إلى ورشات فنية، لكن بدون جدوى.