استفادت العديد من الولايات عبر الوطن من مساعدات وترتيبات خاصة للتكفل بآثار الفيضانات من جهة والوقاية منها من جهة أخرى، حيث تم تخصيص مبالغ مالية هامة بالإضافة إلى الوسائل المادية والبشرية التي تم تسخيرها لهذا الغرض. وفي هذا الإطار يحل اليوم بولاية بشار التي تضررت مؤخرا من الفيضانات42 متطوعا من مهندسين معماريين ومهندسين ومتصرفين إداريين تابعين للجماعات المحلية حسبما أفاد بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية أول أمس وذلك عقب الزيارة التي قام بها السيد نور الدين يزيد زرهوني إلى بشار. ويهدف هذا الإجراء إلى دعم الترتيبات التي اتخذتها سلطات الولاية في عين المكان فيما يخص تسيير الآثار الناجمة عن الفيضانات مست الولاية. من جهتها أرسلت ولاية الجزائر أول أمس أكثر من 400 طن من المساعدات المختلفة لمنكوبي ولاية غرداية التي تضررت كثيرا من الأمطار الطوفانية بداية أكتوبر الجاري وتسببت في خسائر بشرية ومادية معتبرة. وتعد هذه العملية، حسب مسؤولة باللجنة الوطنية المكلفة بالتضامن على مستوى الولاية السيدة فيروز محمدي، الثالثة من نوعها بعد العمليتين الموجهتين لولايتي غردايةوبشار تضمنت مواد غذائية مختلفة وأغطية أفرشة إضافة إلى أدوية ومختلف تجهيزات التدخل نقلتها 40 شاحنة من مختلف الأحجام من الجزائر، تمت بالتنسيق مع المجلس الشعبي الوطني وبمشاركة 22 بلدية منها الدارالبيضاء، باب الزوار، وعين طاية، براقي، دالي إبراهيم وحسين داي إلى جانب عدد من المؤسسات العمومية والخاصة الناشطة في ولاية الجزائر وكذا جمعيات وعدد من المتطوعين والمحسنين. وفي سياق متصل تم تخصيص ما قيمته 800 مليون دج لانجاز مشاريع لحماية مدينتي آفلو والأغواط من فيضانات الأودية التي تعبرها لكونهما أكبر تجمعين حضريين بالولاية، كما تم مؤخرا إنجاز شطرين من جدار واقٍ لحماية مدينة الأغواط من مياه وادي مزى على امتداد 10 آلاف متر مربع والذي تكفلت بإنجازه الشركة الوطنية للمنشآت الفنية الكبرى وبلغت تكلفته المالية 300 مليون دج وذلك في انتظار انطلاق أشغال الشطر الثالث منه الذي رصد له مبلغ مالي مماثل وحددت مدة إنجازه ب12 شهرا، بينما تم الانتهاء من الدراسة الخاصة بإنجاز مشروع مماثل بمدينة آفلو لحمايتها من وادي الخروف الذي يعبرها وقد خصص له غلاف مالي قدره 200 مليون دج مدرج ضمن برنامج الصندوق الخاص بدعم مناطق الجنوب وأوكلت أشغال تجسيده لمقاولتين على أن لاتتجاوز مدة الانجاز تسعة أشهر بالإضافة إلى تسجيل عملية سيشرع قريبا في إعداد الدراسة التقنية لها لحماية بلديات الحاج المشرى والغيشة و تاجرونة من فيضانات مياه الأمطار بغلاف مالي يصل إلى 350 مليون دج، في انتظار تعميم مثل هذه العمليات على باقي مناطق الولاية، حيث تجرى حاليا الدراسة المتعلقة بحماية تسع بلديات أخرى من فيضانات الأودية والأمطار. ولحماية مدن ولاية تيزي وزو من خطر الفيضانات تحصلت مديرية الري على 20 مليار دج لبناء مشاريع وقائية حيث أعدت دراسة فنية خاصة حاليا لانجاز قنوات ضخمة لصرف مياه الأمطار بكل من مدن واضية المهددة بهذه الظاهرة و مدينة تيزي وزو الجديدة والمنطقة الحضرية الجديدة بوادي فالي بضاحية تيزي وزو الجنوبية الغربية على امتداد 930 متر طولي و تجزئة صالحي وحموتان بطول 800 متر طولي. وقد سلمت أشغال إنجاز قناة مدينة ذراع بن خدة، بينما وصلت نفس الأشغال نسبة 50 بالمائة بالنسبة للقناة الحضرية المماثلة العابرة لوسط مدينة بوغني. وتدعيما لإجراءات الوقاية العملية من خطر كارثة الفيضان أقدمت مديرية الري خلال العام الجاري على مد 9،1 كلم من المجاري المائية لتنظيف 220 بالوعة إضافة إلى 830 متر مكعب من الأحجار المضادة لانجراف التربة كما تم إعداد برنامج لغرس الأشجار على مرتفعات المدن المهددة بظاهرة الفيضانات والحد من جر الأمطار للنفايات للمجاري المائية. وفي هذا السياق، أكد والي تيزي وزو على ضرورة حرص رؤساء البلديات والدوائر ومصالحهما التقنية على المراقبة الميدانية الصارمة لمعايير الانجاز لمثل هذه الأشغال وصيانتها الدورية وكذا إجراء عمليات التنظيف للأودية والمجاري والقنوات من سائر الفضلات والشوائب وبقايا أعمال البناء والأشغال التي ترمى وللأسف في الهواء الطلق مباشرة والتي تحملها وفي كل مرة السيول المتدفقة. وبولاية المدية شرعت مديرية الأشغال العمومية في الأيام الأخيرة في دعم و ترميم الجسر العابر لوادي ''عواوجة'' على مستوى المدخل الجنوبي لمدينة بني سليمان كما يتم ترميم جزء من الطريق المؤدي إلى هذه المنطقة المحاذية لمجرى هذا الوادي بهدف تسهيل عملية تصريف مياه الأمطار التي كانت سببا في وقوع فيضانات في الأسابيع الماضية بهذه المدينة حيث ساعد تصميم جسر وادي ''عواوجة'' الذي يعود تاريخ إنجازه إلى مطلع الثمانينات حسب مسؤول بالبلدية على تدفق كميات كبيرة من الوحل بوسط المدينة في منتصف شهر أكتوبر الجاري والتي كادت تتسبب في تسجيل عدد كبير من الضحايا -على حد قوله- الأمر الذي يستدعي الإسراع بإتمام الأشغال الجارية بهذا الموقع قبل قدوم موسم الأمطار.