شهدت أزفون (الواقعة على بعد حوالي 70 كلم شمال ولاية تيزي وزو) خلال السنوات الأخيرة، مشكل انزلاق كبير وخطير للتربة، خاصة بمنطقة تيفرست، حيث باتت عملية إنجاز أشغال التهيئة والتقوية لمواجهة الظاهرة، أكثر من ضرورية، بل ومستعجلة، لاسيما أنّ الانزلاق أصبح يهدّد عدّة مرافق عمومية. وحملت مديرية الموارد المائية على عاتقها مسؤولية إنجاز الأشغال المطلوبة، لكنها لم تتمكن من تحقيق سوى جزء منها بسبب عجز في التموين، وحاجتها إلى غلاف مالي قدره 800 مليون دج لضمان معالجة مشكل انزلاق التربة المسجل بتيفرست. تحوّلت ظاهرة الفيضانات وبعض المخاطر الطبيعية كانزلاقات التربة وتجمع مياه الأمطار بالمدن والتجمعات العمرانية لتيزي وزو، إلى أكبر تحد تواجهه السلطات الولائية، التي تعمل جاهدة على حماية المدن وسكانها، الذين يعبّرون باستمرار عن مخاوفهم وقلقهم، وهو المشكل الذي أثقل كاهل المنتخبين المحليين، الذين وجدوا صعوبة كبيرة في تحريك وتيرة التنمية المحلية، حيث تعمل مصالح الولاية على مواجهة الانزلاقات مثل ما عرفته أزفون، التي أصبحت بحاجة ماسة إلى أشغال الحماية من الفيضانات؛ بإنجاز قناة بواد تيفرست. في هذا السياق، أوضح السيد رشيد حامق مدير الموارد المائية بتيزي وزو، أوضح ل «المساء»، أنّ القطاع حظي بغلاف مالي قدره 1 مليار و500 مليون دج لمواجهة مشكل الانزلاق المسجّل بكل من تيفرست (أزفون) وتيقزيرت، حيث تمّ رصد 600 مليون دج لمواجهة الانزلاق المطروح بمدينة تيقزيرت، وتخصيص 900 مليون دج لإنجاز مشروع حماية «تيفرست» المدينة الجديدة لأزفون من الفيضانات، مضيفا أنّ المشروع الذي يتضمّن نقطتين، أولهما إنجاز قناة بالإسمنت المسلح على مسافة 1 كلم و300 متر، يمتد على طول واد تيفرست إلى غاية البحر لتفادي تجمع مياه الأمطار وحدوث فيضان، حيث أنجز مجمع «بسعدي» المكلف بالمشروع، 1 كلم و100 متر منها، وبقيت فقط الجسور، موضحا أنّه كان مقرّرا في بداية الأمر، إنجاز ممرات الراجلين فقط، لكن السكان طالبوا أيضا بإنجاز جسور لمرور السيارات. وسجّل المشروع الذي كلّف مبلغا ماليا قدره 410 ملايين دج، تقدما في وتيرة الأشغال، ويُنتظر استلامه خلال موسم الاصطياف. وتطرق مدير الموارد المائية لثاني وأهمّ مشكل مطروح بالمدينة الساحلية أزفون والمتعلّق بانزلاق التربة على مستوى منطقة تيفرست، موضّحا أنّ مديرية البناء والعمران قامت بإنجاز في 2008 الدراسات المطلوبة، وخلصت إلى أنّ المشروع سيكلّف ما قيمته 120 مليون دج. وبناء على هذه الدراسات أطلقت مديرية الموارد المائية مناقصة - يضيف السيد حامق - وبعد اطلاع المؤسّسة المختارة «جيو ماكس» المعروفة في هذا المجال على الدراسة، أكّدت أنّ معالجة الانزلاق تحتاج لميزانية أكثر مما ذكر في تقييم مديرية البناء والعمران، حيث يحتاج لميزانية بقيمة 1 مليار 400 مليون دج؛ نظرا لعمق الانزلاق والمواقع التي شملها. وأشار السيد حامق إلى أنّ قطاع الموارد المائية للولاية، طلب من المؤسسة المختارة وضع ثلاث أولويات ضمن عملية معالجة مشكل الانزلاق بتيفرست، حيث قُدرت تكلفة إحدى الأولويات ما قيمته 50 مليار سنتيم، وهو نفس المبلغ المتبقي من الميزانية الممنوحة للعملية، ما سمح بإنجاز بعض الأشغال وحماية عدة مرافق عمومية واقعة بالجهة الشرقية لتيفرست، وهي إكمالية ومستشفى، وتشرف الأشغال على الانتهاء بهذا الشطر. لكن يبقى المشكل مطروحا بالنسبة للأولوية الثانية والثالثة التي تخصّ حماية مرافق أخرى، منها إكمالية، مقر الحماية المدنية وكذا الطريق، حيث إنّ الدراسة أُنجزت، وبقيت فقط الأشغال التي تتطلّب مبلغا ماليا بقيمة 800 مليون دج من أجل طي صفحة الانزلاق المطروح بتفرست، وحلّ مشكل الفيضانات التي تهدّد مدينة أزفون. يقول السيد حامق إنّ المديرية لا يمكنها توفير هذا المبلغ، مناشدا دعم قطاعات أخرى مثلا الأشغال العمومية، للتكفّل بما يخص القطاع، حيث وعد المدير الولائي بتسجيل عملية تهيئة الطريق ضمن برنامج مركزي، علما أنّه بحاجة لميزانية قدرها 300 مليون دج لتهيئة الطريق. للإشارة، حثّ الوالي محمد بودربالي خلال زيارته لدائرة أزفون، على الوقوف على التنمية المحلية بعد اطلاعه على مشروع حماية المدينة من الفيضانات، عبر إنجاز قناة بالإسمنت المسلح، وضمان متابعة وصيانة المرفق لتفادي فشل المهمة المنشودة، موضّحا أنّ الدولة تضع أموالا كبيرة لإنجاز مرافق لحماية المدن من مشكل الانزلاقات والفيضانات، لكن مع إنهاء أشغال الإنجاز تواجه البلديات مشكل غياب التهيئة والصيانة، لتجد نفسها بدل حل مشكل تواجه مشكلتين. ولقد طمأن مدير الموارد المائية الوالي بأن الديوان الوطني للتطهير سيتكفل بمتابعة القناة وصيانتها.