وصل نشطاء فلسطينيون وأجانب أمس على متن سفينة تضامن إلى ميناء مدينة غزة بهدف رفع الحصار الإسرائيلي الجائر المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عام كامل. وانطلقت سفينة "الكرامة" التي استقلها نشطاء السلام المتضامنون مع أكثر من 1.5 مليون من سكان قطاع غزة من ميناء لارناكا القبرصي صباح الثلاثاء ووصلت ميناء غزة صباح أمس رغم التهديدات الإسرائيلية بمنعها بشتى الوسائل. واستقل السفينة 27 مناضلا مؤيدا لكفاح الشعب الفلسطيني ومناهضا للحصار الجائر المفروض على سكان قطاع غزة والذين قدِموا من 13 بلدا بالإضافة إلى نواب فلسطينيين وعرب. وضمت السفينة هذه المرة ميرياد كوريغن ماغير الحائز على جائزة نوبل للسلام والنائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي عن المبادرة الفلسطينية أو ما يعرف بالطريق الثالث والناشط الإسرائيلي المعارض لإدارة الاحتلال جدعون سبيرو. وكانت أول مبادرة مماثلة قام بها مناصرون لكفاح الشعب الفلسطيني وصلت نفس الميناء شهر أوت الماضي وعلى متنها عدد من معارضي الحصار المفروض على قطاع غزة ومعهم مؤن ومواد غذائية وطبية في تحرك رمزي باتجاه المجموعة الدولية لدفعها إلى التحرك لرفع الحيف المفروض على الشعب الفلسطيني. وأصر النشطاء على الوصول إلى ميناء غزة رغم التحذيرات التي أطلقتها وزارة الخارجية الإسرائيلية باتجاه طاقم سفينة الكرامة وأكدت أنها لن تسمح لها بالرسو في غزة بمبرر أن المنظمين شنوا حملة دعائية ضد إدارة الاحتلال تحت غطاء تقديم مساعدات إنسانية. ووصف مصطفى البرغوثي وصول سفينة الكرامة إلى ميناء غزة بأنه يوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني، وأكد أن السفينة رست دون أن تطلب الحصول على إذن من حكومة الاحتلال واعتبر ذلك بمثابة كسر للحصار المفروض على قطاع غزة ورسالة لسكانه بأننا لم نتخلى عنهم". ومن جهته قال النائب الفلسطيني المستقل جمال الخودري في ميناء قطاع غزة والذي يرأس اللجنة الشعبية المطالبة بإنهاء الحصار انه بعد كسر الحصار بحرا فإننا نعتزم كسره جوا لاحقا من خلال رحلات جوية إلى مطار المدينة المحاصرة. واستغل محمد داوود الأمين العام للحكومة الفلسطينية لحركة حماس المقالة المناسبة لتوجيه نداء للقادة العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية من أجل المجيء إلى غزة بحرا للتأكيد أن العرب يساندون سكان القطاع الذي تحول إلى اشبه بسجن كبير. وكانت إدارة الاحتلال فرضت حصارا مطبقا على قطاع غزة حارمة سكانه من الدخول والخروج في نفس الوقت الذي حرمت عليهم وصول الأدوية وقننت كميات المواد الغذائية وكميات البنزين المرسلة إليهم في سياق سياسة عقاب جماعي وإرهاب دولة غير مسبوق.ط ورغم هذا الانتهاك الصارخ فإن المجموعة الدولية بقيت طيلة هذه المدة في موضع المتفرج ولم تحرك ساكنا بل أن دولا كبرى شجعت هذا الحصار وهو ما جعل إدارة الاحتلال ترفض كل فكرة لإعادة فتح المعابر بما فيها معبر رفح المنفذ الوحيد بين قطاع غزة والأراضي المصرية.