شرعت مجموعة من الأساتذة الباحثين والطلبة الجامعيين من معهد الآثار بقسنطينة، في إنجاز حفريات هي الأولى من نوعها منذ سنتي 1933 و 1934 بمنطقة الرحايات التابعة لبلدية الدوسن حوالي 70 كلم غربي عاصمة الولاية بسكرة. وتهدف هذه الحفريات إلى اكتشاف خبايا المقابر والمعالم الجنائزية المتواجدة في هذه المنطقة والتي تعود إلى عصر فجر التاريخ وهي إلى اليوم عذراء دون اكتشاف ولا دراسة تليق بهكذا كنوز تاريخية0 وبحسب الأستاذ الدكتور عزيز طارق ساحد من معهد علم الآثار بجامعة الجزائر 2، فإن هذه الحفريات التي ستتواصل إلى غاية 30 من شهر مارس الجاري تعد الاولى من نوعها منذ الثلاثينات من القرن الماضي، حيث سبق لأحد العسكريين الفرنسيين القيام بحفر معلمين أثريين لكن النتائج التي توصل اليها ذلك العسكري الباحث كانت بسيطة جدا ولم تكن مشجعة. مضيفا أنهى منذ ذلك التاريخ لم يتم إجراء أية حفريات تذكر إلى حين انطلاق هذه الحفريات الجديدة التي ستمتد إلى 30 مارس الجاري. وفي ذات السياق، أكد رئيس هذا الفريق العلمي، الأستاذ المساعد المختص في فترة ما قبل التاريخ بمعهد الآثار بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، السيد عز الدين سلاحجة أن فريقه العلمي يتشكل من 28 عضوا منهم دكاترة وأساتذة باحثين وطلبة جامعيين من معهد علم الآثار، مشيرا إلى أن الهدف من هذه الحفريات الاولى من نوعها هو إماطة اللثام عن خبايا المعالم الجنائزية التي تزخر بها منطقة الرحايات بما يساعد على الإجابة عن عديد الإشكاليات التي لا تزال مطروحة حول فترة فجر التاريخ. وحسب الأستاذ الباحث سلا حجة دائما فإن زياراته الميدانية والدراسات التي قام بها منذ 2003 ببسكرة كشفت له مجددا أن هذه الولاية غنية جدا بالمواقع الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، كما أن هذه المعالم تتواجد بها آثار لصناعات حجرية وفخارية ورسوم ونقوش جدارية وهياكل عظمية وغيرها. وبسكرة بالتحديد يقول الاستاذ سلاحجة، حافلة بالمعالم الجنائزية التي حاول الفرنسيون اكتشافها خلال فترة الاحتلال لكنهم لم يتوصلوا إلى شيء وكل ما ذكره وتوصل إليه هؤلاء لا يعادل جزءا بسيطا جدا من حقيقة هذه الآثار التاريخية. وأضاف اسلاحجة أن نتائج البحث التي قام بها الباحثون الجزائريون ومن بينهم المتحدث، كشفت وجود مقابر ومعالم جنائزية كثيرة بخاصة في منطقة الرحايات ببلدية الدوسن، حيث تم اكتشاف 86 معلما جنائزيا، كما تمتد على مساحة شاسعة من تراب بلدية فوغالة غربي بسكرة إلى منطقة عين فارس في الحدود مع ولاية المسيلة. بالمقابل، برمج فريق الباحثين الذي باشر حفرياته بالدوسن، سلسلة من الحفريات لاكتشاف ما تحتويه القبور الأثرية ومن ثم إنجاز دراسات مخبرية دقيقة للكشف عن عديد الإشكاليات والأسئلة التي لا تزال تطرح حول فترتي ماقبل التاريخ وفجر التاريخ تحديدا بالمنطقة.