عينت جمعية الإمارات للإيجابية والسعادة، الإعلامي والكاتب أحمد طقش، في منصب مستشار سعادة بعد تتبع برامجه وكتبه ومنشوراته الإعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يركز على موضوعي الإيجابية والسعادة، خاصة في برنامجه التلفزيوني الذي صدر كتابا مطبوعا بعنوان: الحياة حب وكذلك في كتابه سعادة السعادة الذي يروّج عبر 420 صفحة للسرور والأمل والتفاؤل. «المساء» تواصلت معه ونقلت لكم رؤيته للسعادة وكيف يمكن تحقيقها. افتتح الإعلامي والمدرب العالمي في التنمية البشرية أحمد طقش حديثه إلينا بالقول: «قد تختفي الأشواك تدريجيا إن ركزنا عيوننا على الأزهار، كما أن ثقتك المطلقة بقوة ربك ستفتح لك كل الأبواب المغلقة، فأنا دائم السعادة لأن حياتي خالية من التذمر واللوم، ولأن حبيبي جل جلاله لا تأخذه سنة ولا نوم». وصايا ذهبية للزوجات يواصل الدكتور طقش قائلا: «ومن جهتي أرى أن الزوجة يمكنها تحصيل السعادة، إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت، صحيح الجامع 660 وأقول لها أيتها الفاضلة «زوجك هو قدرك الجميل الملون، إن فكرت بهذه الطريقة فرحت به وفرح بك، وكنت مصدر حب وحنان وعاطفة له وكان سندك وسترك وحصن استقرارك المنيع، اغمريه بدفء مشاعرك النبيلة الراقية، أشعريه بأنه نبعك الفوار وربيعك الدائم والنعمة العظمى التي أكرمك الله بها، يبادلك المحبة بالمحبة والامتنان بالامتنان، أنت زهرة حياته التي تمتص كربونه وتعبه وألمه وأحزانه وشكواه وتضخ له أكسجينه وفرحه ونشاطه وسلوانه»، ويواصل مسترسلا: «نعم الزوجة الصالحة هي المصلحة لشؤون زوجها وبيته، إن أولى أولويات الزوجة التي تنشد السعادة هي طاعة الله الكريم الذي أكرمها بهذا الزوج، ثم طاعة هذا الرجل الشهم الذي شاءت الإرادة الإلهية أن يكون رضاه أحد أهم الأهداف المحورية في حياتها، أبعدي عنه الأفكار والأشياء والأشخاص المجلبة لتعكير الصفو، إنه يكد ويشقى طيلة النهار، كي يستريح أخيرا في أحضان بيت هادئ هانئ، أن أردت أن تعيشي تفاصيل حياة زوجية سعيدة أكرمي مثواه في البيت، حيث لا صخب ولا نصب ولا وصب، تحتمل مشاكل البيت والأبناء والجيران التأخير بضع ساعات ريثما ينتهي من استراحة لابد منها بعد يوم عمل طويل شاق، إن أكثر ما يحبه الرجل في المرأة هو الأنوثة والأنوثة هي الرقة والرقي والرزانة، كوني تلك الزوجة التي تدفن عيوب زوجها وتذيع مناقبه الحميدة، كوني تلك المسلمة الصادقة الأمينة التي تصدق زوجها في حديثها إليه وتعامله بأمانة فرضها ديننا الحنيف، اتبعي المزايا الإشراقية العالية التي ميزت أمهات المؤمنين خديجة وعائشة وغيرهما، ولا تقولي إنك لست بهذه السوية الأخلاقية، فوالله، ثم والله لم تكن أمهات المؤمنين بهذا العلو الأخلاقي السامي إلا ليكن قدوات صالحات لك وأمثلة عملية رائعة للاقتداء. ويضيف الدكتور قائلا: «أيقني أن الكمال لله وحده، واقبلي نواقص زوجك كي يقبل نواقصك، ثم اكتمي أسراره، وأكرمي ضيوفه، وتسابقي معه في أداء الفروض والسنن والنوافل عسى أن تتولى مفردات ديننا العظيم مهمة استمرار المودة والرحمة بينكما، لا تصدقي أن السعادة الزوجية كنز مفقود، لا بل إن الالتزام بالقيم الزوجية المذكورة في القرآن والسنة سيؤدي في الحاضر والمستقبل إلى السعادة الزوجية، لأنه أدى إليها في الماضي، أكثري من الاستغفار وطلب العون الروحي والمدد من الله الذي بيده إمالة قلب زوجك لك فقط، وتضرعي لله أن يديم عليك نعمة الرفاء والبنين واشكري هذه النعمة عن طريق صونها من المخالفات الشرعية التي قد تنشأ من خلال القيل والقال بين الأهل والجيران، إن إطراءك الدائم على زوجك مجلبة للمحبة في البيت، وتعبيرك الدوري عن امتنانك منه يشعره بأن هناك من يقدره، وهذه لعمري أول درجة من درجات سلم هناءة العيش». وصية للأزواج: وللأزواج يقول الدكتور: «المرأة مخلوق لطيف ليس ضعيفا، ثق تماما أن تأسيك بسيد البشر صلى الله عليه وسلم من حيث معاملته لزوجاته، كفيل بأن يغمرك بسعادة زوجية لن تتوفر لمن ابتعد عن تطبيق السنة الشريفة، المرأة تحب الرجولة بمعنى القوة والشهامة والمروءة والكرم، عاملها كما تحب أن تعاملك، قل لها إنك قررت أن تدخل الجنة بإحسانك إليها واعلم جيدا أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع منه إلا شانه، كما قال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام. ويواصل الدكتور أحمد طقش قائلا: «ثم اعلم أن حبيبك صلى الله عليه وسلم ما ضرب امرأة قط، بل كان يقول: (أطعموهن مما تأكلون واكسوهن مما تكتسون ولا تضربوهن ولا تقبحوهن)، و(استوصوا بالنساء خيرا)، فإن استوصيت بزوجتك الصالحة خيرا، استوصى الفرح العائلي بكما خيرا وعشتما في رحم السعادة، اجتمعا على القرآن الكريم قراءة وفهما وتجويدا وحفظا وتفسيرا فهو خير ما يؤلف القلوب ويطرد الشياطين من الأجسام والأفهام والأرواح والبيوت، تجنب جحيم مقارنة زوجتك بغيرها فهذا هلاك يومي مدمر، ارض بها ترضى بك، أسعدها تسعدك، تجاوز عن سيئاتها عسى أن يتجاوز الله عن سيئاتك، أكرم أهلها تكرم أهلك، كن لها الأب والأخ والقريب فقد تركتهم كلهم من أجلك، قف معها في مرضها ولا تحتقر ضعفها، السعادة الزوجية تكتمل بالتقليل من تدخلات أهلك وأهلها فكن حكيما وأتقن لعبة المسافات، اعرف متى تزور الأهل ومتى تحتجب، ليس من الضروري أن تكون الزيارات العائلية يومية بل يجب أن تكون دورية بغية صلة الأرحام وبر الوالدين، إن السعادة الزوجية مضمونة إن اتقيت الله في زوجتك وسألته سبحانه أن يرزقك حسن التقرب إليه عن طريق حسن تطبيقك للآية الكريمة [وعاشروهن بالمعروف] النساء 19، فالمعروف هنا كلمة شاملة لكل مكارم الأفعال والأقوال والأحوال، ثم إن السعادة الزوجية رزق من عند الله يؤتيه من كان في نيته إنشاء أسرة إسلامية تحتكم إلى شرع الله الشريف في كل أنشطة حياتها». السعادة الزوجية هي أن لا تنسى أداء واجباتك قبل أن تطالب بحقوقك من زوجتك، وأن تقدم الفضل على العدل في تعاملك مع زوجتك، السعادة الزوجية هي هبة الله الكريم للقلوب التي لا تلتفت إلى سواه، فثق تماما أيها الزوج أن ضخك اليومي لمعاني الحب والمشاعر الرقيقة والإيثار والكرم في عشك الزوجي، هو ضمان طيب لسعادة زوجية تكملها إن شاء الله مع زوجتك وذريتك في جنة عرضها السماوات والأرض، يقول الدكتور طقش.