رفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من حدة لهجته تجاه كوريا الشمالية بعبارات تهديد ووعيد ضمن مؤشرات تصعيد قادم في المواقف ينذر بالأسوأ في علاقات تميزت بالعداء البين بين الدولتين. وحملت عبارة «النار والغضب» التي استعملها الرئيس ترامب، في رد على تهديد كوريا الشمالية أول أمس، بقصف جزيرة غوام الأمريكية في عرض مياه المحيط الهادئ بالصواريخ الباليستية رسالة تهديد حقيقية باتجاه بيونغ يونغ، وخاصة بعد أن أرفقها بردع نووي قال من خلاله إن للولايات المتحدة قوة نووية متنامية في رسالة تحذير حقيقية باتجاه كوريا الشمالية بعدم «اللعب بالنّار». وجاءت التصريحات النارية للرئيس ترامب، لتصب في نفس تسريبات أمريكية سابقة أكدت أن الخيار العسكري ضد آخر الأنظمة الشيوعية في العالم مطروح على طاولة صنّاع القرار الأمريكيين لوقف نزعته النّووية. ولم تنتظر السلطات الكورية الشمالية سوى ساعات للرد على الوعيد الأمريكي بتهديد أكبر عندما أكدت أنه في نيّتها تنفيذ عمليات صاروخية بالقرب من المنشآت العسكرية الأمريكية في جزيرة غوام التي تبقى بوابة أمريكا على القارة الأسيوية. وحتى وإن حاول وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تليرسون، تهدئة الموقف وقال إنه لا يوجد أي تهديد فوري على بلاده في تلميح إلى الوعيد الكوري الشمالي باستهداف هذه الجزيرة إلا أن مضمون رسالة الرئيس ترامب، شكل تحولا في الموقف الأمريكي إلى الحد الذي جعل قوى غربية تطالب بالتهدئة وعدم الانزلاق في متاهة المواجهة المفتوحة. وقد استشعرت السلطات الصينية التي تبقى أهم حليف للنظام الكوري الشمالي خطورة الموقف مما جعلها تطالب الجانبين الأمريكي والكوري بتفادي التصريحات والأفعال التي من شأنها تأجيج الوضع في شبه الجزيرة الكورية، في إشارة إلى طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الكوري الشمالي، كيم جونغ إن، بالكف عن إصدار تهديدات تجاه الولاياتالمتحدة لأنه سيواجه بغضب أمريكي فعلي. وكان تحليق المقنبلات الإستراتيجية الأمريكية من طراز «بي 1 بي» الجاثمة على أرضية أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرة غوام في المجال الجوي الكوري الشمالي بمثابة إنذار عملي اعتبرته بيونغ يونغ دليلا على من أسمتهم ب»الإمبرياليين» لا يؤمنون إلا بالقوة النووية. ولم يكن نشر صحيفة «واشنطن بوست» لتقرير سري لوكالة الأمن القومي الأمريكي «أن . دي. إي» حول القدرات النووية المتزايدة لكوريا الشمالية أمس، اعتباطيا وخاصة أنه تزامن مع تفاعلات هذه الأزمة المتأججة والذي كشف عن صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية بإمكانها ضرب العمق الأمريكي في جزئه الغربي وحتى في واشنطن ونيويورك إلا إشارة قوية على أن الولاياتالمتحدة قد تلجأ فعلا إلى تنفيذ عمليات ردعية ضد كوريا الشمالية رغم التحفظات الصينية والروسية وحتى الألمانية.