تشهد العديد من النقاط عبر مختلف بلديات العاصمة انتشارا رهيبا لظاهرة بيع الماشية مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، إذ يعمد العديد من الموالين إلى جلب المواشي من الولايات المعروفة بتربيتها وعرضها عبر العديد من النقاط، حيث تعرف الأحياء الشعبية انتشارا ملفتا لهذه الظاهرة، وهو الأمر الذي يُدخل هذه المواقع في فوضى النفايات الناجمة من مخلفات الكباش، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تشكل إزعاجا للمواطنين. انتشرت مظاهر بيع الأضاحي العشوائية في أماكن كثيرة من العاصمة، تحسبا لعيد الأضحى المبارك، على غرار بلديات باش جراح، عين النعجة وبوروبة، حيث ضُربت التعليمات التي وجهتها السلطات العمومية من حيث تنظيم عملية بيع الأضاحي، عرض الحائط، والتي تنص على عدم السماح ببيعها وسط المدن. باش جراح تتحول إلى سوق مفتوح للماشية وقفت "المساء" على العديد من المواقع على غرار باش جراح التي تحولت إلى سوق مفتوح للماشية وبيع الأعلاف. وكانت مصالح الدوائر الإدارية والبلديات شرعت في تنفيذ محتوى قرار والي العاصمة، القاضي بمنع بيع المواشي والعلف خارج الأماكن المخصصة لذلك، والمحددة في ملحق القرار 4070، الذي راسلت بموجبه المصالح الولائية في وقت سابق، كل البلديات لتطبيق محتواه وفرض عقوبات على مخالفيه، إلا أن منطق الفوضى الذي تعوّد عليه العديد من الموالين الذين يزورون العاصمة لبيع ماشيتهم، صار أمرا مفروغ منه. ولاحظنا اصطفاف عدد من باعة المواشي بالنقاط سالفة الذكر، فجميع من كان بصدد بيع الأضاحي في المكان من سكان الحي كما بدا لنا، مثلما هي حال حي 20 أوت بباش جراح، مما يعزز فرضية أنهم من سماسرة بيع الأضاحي، الذين يستغلون حلول مناسبة عيد الأضحى من كل عام من أجل المتاجرة في الكباش وتحقيق أقصى ما يمكن من أرباح، بعدما يتم جلب هذه المواشي عادة من ولايات داخلية مشهورة بتربيتها. نقاط بيع عشوائية للمواشي تشوّه وجه العاصمة حولت الظاهرة التي تتكرر في مثل هذا الموعد من كل سنة والمتمثلة في انتشار نقاط البيع العشوائي للمواشي، الأماكن الشاغرة بالعديد من الأحياء ومداخل المنازل والمحلات إلى إسطبلات تنبعث منها الروائح الكريهة، بالإضافة إلى فضلات الأغنام التي يتركها البائعون بالطرقات والأرصفة، على غرار ما يحدث بأحياء باش جراح وبوروبة وعين النعجة وعلى حواف الطرقات السريعة. وصنع، من جهتهم، باعة العلف لأنفسهم مكانا في المناسبة وسط الزخم الذي تشهده العاصمة هذه الأيام، فمع اقتراب عيد الأضحى يقوم العديد من الشباب ببيع العلف والتبن، ومنهم من يقوم بفتح محلات لهذا الشأن بالكثير من المواقع، على غرار سوق ذبيح الشريف وساحة الشهداء وبالقرب من جامع كتشاوة، وهناك من يغير طبيعة نشاطه التجاري ويحوله إلى بيع العلف، بالإضافة إلى استغلال حواف الطريق السريع، مستغلين الفرصة لكسب الربح في هذه الأيام. وأكد بعض الشباب ممن تحدثا إليهم، أن الطلب على العلف يتزايد ابتداء من هذه الفترة، فالكل يتهافت على شرائه لإطعام أضحيته التي اشتراها منذ مدة غير بعيدة. بدورهم، الزبائن استحسنوا مثل هذه المبادرة التي يقوم بها هؤلاء الشباب، والتي تسمح لهم بالحصول على علف أضاحي العيد بدون عناء. كما تزدهر تجارة بيع الفحم، الحطب والسكاكين، حيث إن زائر الأسواق الشعبية في هذه الفترة أول ما يلفت نظره الأنواع التي لا تُعد ولا تحصى من السكاكين بكل الأحجام والأشكال المعروضة من أصحاب الطاولات. البيع العشوائي للكباش يفتح باب المضاربة أكد مصدر من اتحاد التجار والحرفيين ل"المساء"، أن البيع العشوائي للكباش بالعاصمة فتح باب المضاربة، وعلى السلطات تخصيص أماكن شرعية ومراقبتها. ودعا المتحدث إلى توفير الرقابة الصحية لمنع اقتناء المواشي المصابة بالأمراض، مشيرا إلى أن النقاط العشوائية لبيع المواشي تُعتبر خطرا على صحة الزبائن، لأن الرقابة الطبية غائبة عنها، ما يكرس احتمال وجود مواش مصابة بالأمراض، بالإضافة إلى أن مواقع البيع العشوائية تتسبب في فتح الباب أمام المضاربة والتلاعب بالأسعار من قبل الناشطين على مستواها، والذين يتحينون الفرصة من أجل تحقيق أكبر قدر من الأرباح. وفيما يخص التجار الذين يلجأون إلى تغيير نشاطهم التجاري لبيع المواشي والعلف، أكد مصدرنا أنه يجب على السلطات المعنية ردع هذه الظاهرة.