خرجت وزارة الشباب والرياضة عن صمتها أخيرا، فيما يعرف لدى الجميع بقضية الصراعات داخل اتحادية المعوقين، وتريد الآن أن تحقق في كل كبيرة وصغيرة عن الخلفيات والدواعي التي جعلت الأمور تتكهرب في دواليب هذه الهيئة الفيدرالية، بعدما كانت مثالا في الاستقرار والتطور، بل وفي حصد النتائج على المستوى الدولي بشكل خاص. قال مصدر من الوصاية، بأن هذه الأخيرة رفضت في البداية التدخل مباشرة بعدما رأت أن فض النزاع الحاصل في هذه الهيئة الفيدرالية يعود بالدرجة الأولى إلى جمعيتها العامة، إلا أن هذه الأخيرة تفادت في اجتماعها الأخير دراسة الخلافات بين الرئيس محمد حشفة من جهة، ورياضي فرع ألعاب القوى ومدربيهم من جهة، سعيا منها لتفادي تعميق الأزمة أكثر، حيث تمت المصادقة على التقريرين المالي والأدبي للسنة الأولى من العهدة الرياضية الحالية، وفهم الجميع أن الرئيس محمد حشفة استطاع أن يسكت مناوئيه بصفة نهائية، ويجرهم إلى ضرورة اتباع سياسة التسيير التي يريد تطبيقها إلى غاية نهاية عهدته الرياضية، إلا أن انفجار قضية العداء فؤاد بقة، الفائز باللقب العالمي لمسافة 800 م في 2016، أخلطت على حشفة كل الحسابات التي كان يعتمد عليها في مواجهة خصومه، وتبين بشكل واضح أن الهيئة الفيدرالية متقاعسة عن القيام بدورها في مجال تسيير والاهتمام بالنخبة الرياضية. علق مصدر من الوسط الرياضي للمعوقين على اطلاع بقضية العداء فؤاد بقة، أن رئيس الاتحادية ارتكب خطأ جسيما حينما امتنع عن إبلاغ مصالح وزارة الشباب والرياضية بالصعوبات التي يواجهها هذا العداء من أجل جمع الأموال الخاصة بتنقله إلى دبي، للخضوع لعملية التصنيف التي تجريها الاتحادية الدولية على جميع المتنافسين قبل كل منافسة رياضية، وارتكبت الهيئة الفيدرالية خطأ آخر عندما رفضت لطبيبها مرافقة فؤاد بقة إلى دبي، لأن حضوره في عملية التصنيف ضروري من أجل شرح الحالة الصحية للعداء الجزائري، مما أدى إلى إقصاء هذا الأخير من المشاركة في المنافسات الدولية القادمة، لا سيما البطولة العالمية والألعاب الأولمبية. أضاف نفس المصدر، أن هذه القضية بينت بشكل واضح نية الاتحادية في عرقلة المسار الرياضي للأخوين عبد اللطيف وفؤاد بقة، مثلما أكده من قبل مدربهما ابراهمي الذي صرح ل«المساء"، بأن رئيس الاتحادية محمد حشفة لم يتقبل تراجع الإخوة بقة عن مساندة ترشحه للعهدة الحالية ويريد الآن الانتقام منهما. كل هذه الأمور ستحاول المفتشية العامة لوزارة الشباب والرياضة الوقوف عليها، بعدما استدعت الرئيس محمد حشفة وطبيب الهيئة الفيدرالية عبد الرحمان قلايمي، والمدير الفني الوطني زوبير عشاين ومساعده سعد سعيد، حيث تم الاستماع إلى أقوالهم يوم الخميس الفارط بمقر الوصاية، حسب نفس المصدر الذي لم يستبعد قيام الوزارة بمطالبة الرئيس محمد حشفة باستدعاء جمعية عامة استثنائية، قد تفضي إلى سحب الثقة من هذا الأخير الذي يعد إطارا رياضيا تابعا لوزارة الشباب والرياضة.