يعرف تمثال "عودة الابن الضال" المتواجد بحديقة عمر قنون العمومية، الواقعة على مستوى شارع زيغوت يوسف، بمحاذاة كل من دار البريد المركزي والبنك المركزي، امتدادا لما يُعرف بالمجمع العمراني شارل مونطالو، الذي يضم أيضا النزل البلدي بسكيكدة، وضعا مأسويا للغاية، بسبب غياب العناية والرعاية، وهو نفس الإهمال الذي طال نفس الحديقة التي غابت منها المسحة الجمالية الراقية. الغريب في أمر هذا التمثال الذي قام بإنجازه الفنان العالمي أرنيست دوبرا سنة 1936 بطلب من بول كيطولي، رئيس بلدية سكيكدة خلال الحقبة الاستعمارية، أنه ورغم الشهرة العالمية التي اكتسبها، إلا أنه لم يتم إلى حد الآن تصنيفه كغيره من التماثيل الأخرى التي كانت موجودة في بعض أجزاء الحدائق المتواجدة على امتداد هذا المجمع العمراني التي طالها أيضا التهميش، علما أنّها لا تبعد إلا ببعض الخطوات عن دار البلدية في شارع يعد الأعرق في مدينة سكيكدة. تبقى ثقافة رد الاعتبار لهذه التماثيل الفنية الشهيرة التي أنجزها كبار الفنانين العالميين بالرخام السكيكدي الأبيض ذو الجودة العالية مطلبا ملحا، بعد أن امتدت يد الإهمال إلى باقي التماثيل المتواجدة على مستوى الحديقة الأخرى بنفس المجمّع، والتي تعرضت وما تزال تتعرض لفعل الزّمن والإهمال الذي وصل إلى حد لا يوصف، بالرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المختصة وسعيها من أجل رد الاعتبار لكل هذه المعالم التي بإمكانها أن تعطي إضافات، سواء للفعل الثقافي أو السياحي، فسكيكدة ورغم ما تزخر به من كنوز، إلا أنّ غياب إستراتيجية واضحة فيما يخص التكفل بهذا الجانب جعل من مثل هذه المواقع مجرد أشياء. إهمال غير مبرر يطال نافورة تمثال زيغود يوسف من بين الصور الأخرى التي وقفت عندها "المساء" عندها، والتي تعكس أيضا الإهمال غير المبرر من قبل القائمين بشؤون المدينة، الوضع المزري الذي آلت إليه النافورة التي تتوسط ساحة الشهداء بوسط المدينة في المكان المسمى باب قسنطينة، والتي يعلوها تمثال البطل الشهيد الرمز زيغود يوسف، مهندس هجومات 20 أوت 55 التاريخية بالشمال القسنطيني، فمن بين المهازل؛ التدهور الفضيع الذي أضحت عليه النافورة من خلال ما آلت إليه القطع الرخامية من النوعية الرديئة، التي بدأت تعتريها تشققات وانكسارات على حوافها، ناهيك عن أخطاء الإنجاز التي بدأت تظهر أكثر فأكثر ومن جميع النواحي. أمّا المياه المتواجدة بالنافورة، فقد أصبحت ملوثة وعفنة، والأدهى انتشار روائح البول الكريهة المنبعثة من محيط النصب الذي تتواجد فيه الجدارية التي يعلوها تمثال الشهيد محاطة بالأوساخ، ناهيك عن الخطأ التاريخي المكتوب في جدارية التمثال، ليبقى السؤال مطروحا، أين هي المصالح المختصة، وكيف لمعلم يتواجد بمدخل المدينة وكلّف الخزانة العمومية ما قيمته 10 ملايير سنتيم، وفي أقل من سنتين، أن يصل وضعه إلى هذا الوضع الكارثي، وفي كلّ هذا يبقى مطلب الشارع السكيكدي هو فتح تحقيق في قضية هذا المعلم الفضيحة بخاصة أمام ضخامة المبلغ المالي الذي أنجز به. ❊ بوجمعة ذيب