تحتضن قرية "أربي إفليسن" ببلدية تقزيرت بولاية تيزي وزو بتاريخ 8 أوت الجاري، مهرجان" البيئة والثقافة". التظاهرة التي تنظم في طبعتها الثانية تصاحبها نشاطات فنية تدعو إلى زرع الثقافة البيئية؛ بغية الحفاظ على الطبيعة والمحيط وإنقاذ الحياة البرية من التلوث الذي طالها. الطبعة الثانية لمهرجان البيئة والثقافة الذي تنظمه جمعية أجاك "جلاهم إيكو ثقافة" بالتنسيق مع لجنة القرية، تهدف إلى تحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على البيئة؛ من خلال اتباع تصرفات بسيطة تمنع الرمي العشوائي للنفايات في الطبيعة وتفادي تدهور المحيط، ما يساهم في تحسين الإطار المعيشي للمواطنين، والحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية التي تزخر بها منطقة تقزيرت. الحدث الذي يقام بدار الشباب لقرية "أربي إفليسن" يشارك في إحيائه ثلة من الوجوه الفنية؛ زاين صاحب كليب إيكولوجي الذي شارك فيه 30 فنانا من مختلف الأجناس واللغات، تناولوا مسألة البيئة والأخطار المتربصة بها؛ في مسعى للتحسيس والتوعية لإنقاذ البيئة والطبيعة من التدهور والتلوث الذي يهددها. ويشارك عدة فنانين أمثال فريد فراقي، موموح، كمال إفليس، رابح عيفان وغيرهم الذين ينشّطون سهرة فنية في إطار التحسيس والتوعية بالأضرار التي لحقت بالبيئة جراء الإهمال والدعوة إلى حماية المحيط، حيث تم وضع برنامج كثيف تحسبا لهذه الطبعة الجديدة لمهرجان البيئة والثقافة، الذي يتضمن معارض حول هذا الموضوع، ونشاطات فنية وثقافية؛ من مسرح، ترفيه، سحر وفكاهة تنتظر الزوار والضيوف يوم الأربعاء المقبل. وتأتي هذه المبادرة بعد التدهور الذي طال البيئة لاسيما مع انتشار مفارغ عشوائية في كل مكان، حيث بات التحسيس ضروريا، بغية العمل معا لإيجاد حلول تسمح بإنقاذ المحيط، على اعتبار أن الثقافة البيئية كوعي بأهمية البيئة في حياة الإنسان وكسلوك حضاري، لا ينفصل عن الحراك الشامل الذي يقوم به الفرد والمجتمع، حيث إن هذه التظاهرة التي تجمع الثقافة والبيئة تحمل رسالة توعوية وتثقفيه تنظر إلى علاقة الإنسان والبيئة كعلاقة متداخلة حتمية وإجبارية، وذات تأثير لكليْهما، حيث لا يمكن النظر إلى الإنسان بمعزل عن البيئة، ومتابعة مشكلاته الوجودية بإهمال هذا الجانب، ومن هنا أطلقت جمعية "أجاك" مهرجان موجه للبيئة والثقافة أيضا عبر ترقية المواقع التاريخية والأثرية والصناعات التقليدية للولاية. ويتخلل برنامج المهرجان إلقاء محاضرات حول البيئة والتراث المادي وغير المادي وعلاقة الثقافة والبيئة والمواقع الأثرية وغيرها من المواضيع التي ينشطها جامعيون وجمعيات ثقافية، الغاية منها توجيه وتشجيع المواطنين إلى التوجه نحو الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية، بغية القضاء على المفارغ العشوائية، وضمان حماية البيئة والمحيط. وعملا على ضمان استمرار عمليات التنظيف والقضاء على المفارغ، تم وضع غرامة مالية يدفعها كل مواطن يتخلف عن قواعد النظافة أو يتخلى عن نفاياته بمواقع غير مخصصة لها، حيث يعتزمون إنشاء مركز للفرز الانتقائي للنفايات؛ ما يسمح بالقضاء نهائيا على مشكلة النفايات باربي إفليسن، لاسيما بعدما أثبتت تجارب قرى أخرى نجاحها في هذا المجال. وللاشارة، انطلقت بشواطئ ولاية تيزي وزو حملة "من أجل شواطئ نظيفة" بمبادرة جمعيات حماية البيئة، حيث افتتحت الحملة من شاطئ خروبة بأزفون، التي تهدف إلى تحسيس المصطافين بأهمية الحفاظ على نظافة الشاطئ، من خلال التخلص من نفاياتهم بعد مغادرتهم الشاطئ والحرص على إبقائه نظيفا، حيث إن الهدف هو إبقاء شواطئ الولاية نظيفة؛ ما يسمح بتحسين صورتها، وهو التحدي الذي أطلقته الجمعيات المشاركة في هذه الحملة التي تمتد إلى غاية 30 أوت الجاري.