انتقد رئيس حركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني، أمس، سياسة، الحكومة في تسيير الأزمات والتعامل مع مختلف النقابات الممثلة لفئة العمال، رافضا تجاهل هذه النقابات المعتمدة والتعامل الحصري مع الاتحاد الوطني للعمال الجزائريين، «لاسيما بقطاع التربية الوطنية الذي يحصي أكبر عدد من اليد العاملة ويشكل حلقة رئيسية في تطور البلاد في مختلف المجالات». ودافع غويني، في ندوة جهوية نشطها أمس، بسطيف، على مختلف النقابات المستقلة داعيا الحكومة إلى تكريس سياسة الحوار مع مختلف الشركاء الاجتماعيين من خلال إشراكهم في جميع اللقاءات باعتبارهم يمثلون تنظيمات رسمية معتمدة وممثلة لفئات معينة من العمال، ولها أهداف مشتركة تصب معظمها في صالح العمال. وأضاف أن سياسة التعامل مع نقابة واحدة وتجاهل باقي النقابات لن تساهم في دعم الاستقرار، في ظل عدم توفير الجو الملائم للشركاء الاجتماعيين الذين تلتقي أهدافهم في خانة واحدة، هي الحفاظ على استقرار وخدمة الوطن. ولدى تطرقه للمستجدات الوطنية في ظل الحراك السياسي الذي تشهده الجزائر أوضح غويني، أن حركة الإصلاح الوطني، أكدت منذ المؤتمر الوطني الثالث انتهاجها سياسة المشاركة في جميع المحطات الانتخابية، كونها حزبا سياسيا له إطاراته ومقترحاته ورؤيته السياسية، مضيفا أن «الحركة التي قررت خلال الجامعة الصيفية الأخيرة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة تدعيما للشراكة السياسية، تجري حاليا العديد من الاتصالات والمشاورات مع مختلف التشكيلات السياسية للوصول إلى أرضية اتفاق حول الشخصية التي سيدعمها خلال هذا الموعد الهام». وبخصوص المبادرات التي دعت إليها بعض التشكيلات السياسية لتخطي الأزمة الراهنة رفض غويني، مبادرة إنشاء مجلس تأسيسي «الذي سينتج عنه بالضرورة إعادة حل المؤسسات وإعادة التركيب وهو ما يتنافى وتوجهات الحزب». كما عبّر عن رفضه المطلق الذهاب إلى مرحلة انتقالية «كون هذه الأخيرة معناها الرجوع إلى نقطة البداية». وأضاف فيلالي غويني أن «حركة الإصلاح الوطني تقترح مبادرة التوافق السياسي، لأن الجزائر أكبر من أن يسيرها حزب سياسي واحد، حفاظا على أمن واستقرار البلاد والتكفل بشعبها في جميع المجالات»، مشيرا إلى أن هذه المبادرة، ترمي إلى التقاء جميع التشكيلات السياسية لتبادل الرؤى واقتراح الحلول الكفيلة لتجنيب البلاد من الأزمات والتهديدات المحدقة بها. واعتبر رئيس حركة الإصلاح الوطني الانتخابات الرئاسية المقبلة، حدثا هاما في تاريخ الجزائر ومحطة جديدة لتقريب وجهات النظر، مؤكدا أن الحركة تثمّن دعوة رئيس الجمهورية، الرامية إلى تشكيل جبهة وطنية لمجابهة مختلف التحديات التي تواجه الجزائر داخليا قاريا ودوليا، مضيفا أن هذه الجبهة «من شأنها إسقاط مختلف المؤامرات والتهديدات التي تحاك ضد الوطن».