تبذل مختلف الأجهزة التي تنشط في مجال التكفل بالمرأة المعنفة في عنابة جهودها من أجل حمايتها، مع الحرص على تقليص مستوى الاعتداء بأشكاله المختلفة، والذي يصعّب حياة المرأة. كما تم تنصيب خلايا إصغاء وتوجيه ومرافقة لإعادة إدماج هذه الفئة في المجتمع، مع فتح فضاءات حوار ومتابعة ومراقبة لضمان التكفّل الجيد بهذه الشريحة. أكدت المصالح الأمنية بعنابة أن الاعتداء على المرأة وتعنيفها جسديا ومعنويا واقتصاديا في تزايد بالولاية، في ظل سكوت الضحايا اللواتي يلتزمن الصمت دون البوح بهذه التجاوزات، والأرقام المقدمة لا تعكس الرقم الحقيقي للمعنفات في المجتمع العنابي، حيث سجل أكثر من 380 حالة عنف ضد النساء، منها 62 حالة اعتداء ضد القصر، حسب إحصائيات فرقة حماية الأشخاص الهشة بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية عنابة. حسب تقارير نفس الجهة، فإن هذا العدد لا يمثّل الواقع المعيش حقيقة، لأن المرأة كتومة بطبعها، وعليه تم إحصاء 320 امرأة معنفة تتجاوز أعمارهن ال18 سنة، فيما يخص الرقم المتبقي الأطفال الواقعين ضحايا القصر، وقد تم تسجيل اعتداء على 62 طفلا من شهر جويلية إلى غاية أكتوبر. حسب الجهات الأمنية، فإن هذا الاعتداء لا يكون داخل الأسرة فقط، بل يتعداه إلى الشارع الذي يعتبر هو الآخر موطنا حقيقيا للعنف ضد المرأة، منه العنف اللفظي، السب، الشتم، الضرب والجرح باستعمال سلاح أبيض، بالإضافة إلى التهديد. حتى الإدارات أو ما يسمى بأماكن العمل، تعد فضاء خصبا تعنف فيه المرأة من طرف رب العمل أو زملائها، وحتى أبسط عامل في الشركة. كما تتعرض الفتيات لمعاكسات وضغط نفسي مقابل الحصول على شغل أو عقد عمل، ويتعداها حتى في المراكز التجارية، حيث نلاحظ أن المرأة تتعرض لعنف جسدي أو لفظي من طرف صاحب المحل أو غيره. على صعيد آخر، ولاحتواء حالات العنف الممارس ضد المرأة، تبذل مختلف الأجهزة والجمعيات والمختصين جهودا كبيرة في سبيل التكفل بالضحايا على أكثر من صعيد، ومن بين الأجهزة الحاضرة بقوة لحماية المرأة والقاصر؛ جهاز التضامن والنشاط الاجتماعي، الذي يحتوي على خلية إصغاء تعمل على استقبال نساء معنفات للتكفل والتوجيه والإدماج الأسري ومرافقتهن اجتماعيا. حسب مديرية النشاط الاجتماعي، فإن خلية الإصغاء تبذل كل جهدها لمساعدة المرأة المعنفة، حيث تتكون الخلية من نفسانيين وعياديين ومساعدين اجتماعيين حقوقيين، وتعنى بالتكفل النفسي واستقبال النسوة المعرضات للعنف أو اللواتي يتواجدن في وضع صعب، ويتم العناية بهن نفسيا ومساعدتهن على الإدماج الأسري وتقديم المساعدات والإعانات، إذا كانت تعاني من عنف اقتصادي أو دون مأوى، وهو ما يجب الاشتغال عليه وتوفير شغل لها أو تكوين لتأمين نفسها مستقبلا. كما يتم توجيه النساء في حالة عدم وجود مكان يأويهن، لأن عنابة تتوفر على دور خاصة بالنساء حتى لا يتشردن في الشوارع، منها دار "الإنسانية" التي تستقبل الأمهات العازبات وغيرهن.