شرعت مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري في عملية تهيئة محطة النقل " 2 ماي" بعد تدهور وضعية الأرضية خاصة عند مخرج الحافلات، في انتظار إيجاد حل للمحطة التي أصبحت تعتبر نقطة سوداء في حركة المرور وسط العاصمة، فرغم إعداد دراسة مؤخرا لإعادة تهيئتها بالشكل الذي يجعلها محطة عصرية، إلا أن مصالح ولاية الجزائر قررت إخراج المحطة من وسط العاصمة وتقوم الدراسات الحالية بالبحث عن حل استعجالي في انتظار تسلم مشاريع "الميتور" و الترامواي". عادت حركة المرور لتختنق من جديد عند مدخل العاصمة على مستوى موقف الحافلات " 2 ماي"، حيث تضطر الحافلات للدخول والخروج من المحطة من نقطة واحدة بعد أن غلقت مصالح تسيير المرور والنقل الحضري المخرج الاجتنابي، بغرض تهيئته وتعبيد الأرضية اثر تدهور وضعيتها، وهو ما يخلف طوابير طويلة من السيارات والحافلات.. علما أن المحطة لم تستفد إلى غاية اليوم من ممر علوي للراجلين، الذين يجازفون بقطع الطريق لدخول المحطة. وحسب تصريح مدير مؤسسة تسير المرور والنقل الحضري للعاصمة، السيد سعداني، ل " المساء"، فقد اقترح عملية إعادة تهيئة المحطة الجديدة لتكون عصرية بمقاييس عالمية، وتم إعداد دراسة لهذا الغرض تسمح بجمع المحطة مع محطة النقل الجامعي التي لا تبعد إلا بأمتار عن محطة " 2 ماي" مع توسيع مساحتها على حساب بناية قديمة مهجورة تابعة لمصالح الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى استغلال مساحات أخرى من الحديقة المجاورة للمحطة، لكن مصالح ولاية الجزائر رفضت المشروع من منطلق أن موقع المحطة لا يخدم حركة تنقل السيارات ولا تزال تشكل نقطة سوداء للاختناق وسط العاصمة، خاصة وأنها تقع عند مدخل الميناء، الأمر الذي استوجب وضع أعوان الأمن عبر عدة نقاط بالموقع، لذلك قررت الولاية إخراج المحطة كليا من وسط العاصمة وتقوم الدراسات حاليا بالبحث عن مكان جديد يتوقع أن يكون بساحة" أول ماي". الوضعية الحالية للمحطة يصفها المترددون عليها بالكارثية، بسبب توقف مختلف أشغال التهيئة بها منذ عدة شهور، حيث يقول أصحاب الحافلات أن عملية تعبيد مخرج المحطة جاء بعد عدة مراسلات إلى مسؤولي مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري ومديرية النقل بعد أن كثرت الحفر وبرك المياه الراكدة، التي تعرقل عملية خروج الحافلات وألحقت بأغلبها اعطاب لا تحصي. من جهتهم، حمل المسافرون تدهور وضعية المحطة وصعوبة التنقل إليها، المسؤولين الذين وعدوا بإنجاز ممر علوي من ساحة "حسيبة بن بوعلي" إلى غاية المحطة، إلا أنهم يرغمون منذ عدة سنوات على قطع الطريق التي تكثر فيها حركة تنقل العربات من مختلف الأحجام، وحتى عند الوصول إلى المحطة فهي لا تحتوي على ملاجئ ولا على كراس للانتظار الأمر الذي يجعل المسافر ينتظر الحافلة تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف والأمطار في الشتاء، ناهيك عن غياب مختلف الإشارات الدالة على أرصفة الحافلات ووجهاتها. ويرد عليها مدير مؤسسة تسسير المرور والنقل الحضري على هذه الانشغالات، بأنه قام بإعداد مجسم ودراسة لتهيئة المحطة، لكن قرار الولاية كان واضحا، حيث يؤكد وجوب إخراج المحطة من وسط العاصمة، خاصة إذا علمنا أنها تتوسط ثلاث محطات للحافلات وحظيرتين للسيارات، بالإضافة إلى مخرج الميناء، وهو ما يعرقل حركة المرور بهذا الموقع طيلة أيام الأسبوع، وهو ما جعل المؤسسة توقف مختلف أشغال التهيئة التي كانت مبرمجة للمحطة في انتظار تحديد الموقع الجديد للمحطة. ونفى محدثنا أن تختلط الامور على المسافرين والناقلين عند تغيير مكان المحطة، كون ذلك سيتزامن مع موعد استلام المشاريع الكبرى لقطاع النقل ("الميترو و"التراموي")، حيث ينتظر أن تخفف هذه المشاريع من حدة الاختناق التي تعاني منه العاصمة.