ستشرع جمعية المسعفين المتطوّعين من ولاية البليدة تزامنا وموجة البرد التي رافقها تساقط كميات معتبرة من الثلوج، في إطلاق حملة صحية واسعة للتضامن مع سكان المناطق النائية والمرتفعات الجبلية، الذين تسبب سوء الأحوال الجوية في عزلهم، الأمر الذي يصعّب عليهم الالتحاق بالمحلات لاقتناء حاجتهم من الغذاء والمصالح الصحية للخضوع لبعض الفحوصات الطبية أو علاج بعض الأمراض. وعن القافلة التضامنية والمناطق المستهدفة وأهم الأنشطة التضامنية المبرمجة، تحدثت "المساء" إلى بلال بن يمينة رئيس الجمعية. التفكير في إطلاق حملة تضامنية تُعتبر الأولى من نوعها على مستوى البليدة لإسعاف ساكني المناطق الجبلية، حسبما أكّد رئيس الجمعية بلال في معرض حديثه مع "المساء"، قائلا: "جاء هذا بعد الوقوف على حجم المعاناة التي يتكبّدها السكان، خاصة ما تعلّق منها بالجانب الصحي، حيث يتعذّر عليهم التنقل إلى مصالح الصحة الجوارية أو المستشفيات لتلقي بعض الإسعافات الأولية أو لعلاج بعض الحالات المرضية. وانطلاقا من هذا يقول: "نظّمنا أنفسنا كجمعية، وفكّرنا في التنقل إلى المعزولين نتيجة سوء الأحوال الجوية، وشعارنا: "معا لصحة أفضل". وعن برنامج العمل المسطّر من متطوّعي الجمعية، أشار محدثنا إلى أنّ القافلة التضامنية التي يُنتظر أن تبدأ العمل مطلع فيفري الجاري بمعدل خرجتين في الأسبوع الجمعة والسبت على مدار شهر كامل، يرافقها في خرجاتها التضامنية فريق من الأطباء العامين والأخصائيين في بعض الأمراض المزمنة وكذا النفسانيين، للقيام بفحوصات عينية لسكان المناطق النائية، موضّحا بالمناسبة، أنّ القافلة الصحية ستكون بمشاركة مديرية الصحة والسكان ومديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية البليدة. كما ستكون الحافلة مجهّزة بطاقم طبي يسهر على تقديم الفحوصات الطبية اللازمة لسكان المناطق المعزولة". من جهة أخرى، أشار رئيس الجمعية إلى أنّ تعيين المناطق التي يُنتظر أن تزورها القافلة التضامنية الصحية، تمّ تحديدها بعد دراسة حاجة السكان إلى الدعم الصحي بالنظر إلى العزلة التي يعيشونها؛ نتيجة سوء الأحوال الجوية وتساقط كميات معتبرة من الثلوج؛ يقول: "، على العموم، مناطق موزّعة على إقليم ولاية البليدة، ممثّلة في واد جر، عين الرمانة، الشريعة، بوعرفة، حمام الألوان، السوحان وجبابرة". وردّا على سؤال "المساء"عن إمكانية توسيع العملية التضامنية الصحية لتشمل بعض الولايات المجاورة، أشارمحدثنا إلى أنّ جمعية المسعفين حصرت نشاطها الإنساني كخطوة أولية، في تقديم كلّ أنواع المساعدات ماعدا الأكل والشرب على مستوى ولاية البليدة فقط. وبالمناسبة ولتوسيع العمل الإنساني يوضح: "الجمعيات المعنية بتقديم الخدمات الخيرية مدعوة للالتحاق بقافلتنا الصحية ومرافقتنا لدعم هؤلاء بما يحتاجون إليه من مساعدات عينية". ويضيف محدثنا: "جمعية المسعفين المتطوعين لولاية البليدة من الجمعيات التي تتطلع دائما من خلال عملها، إلى ترقية الإسعافات الأولية في المجتمع؛ لكونها بمثابة لغة الحياة. وانطلاقا من كون الإسعافات واجبا ضروريا للإنسانية نعرب عن استعدادنا لتقديم تجربتنا لكل الجمعيات الراغبة في إدراج الإسعاف ضمن برنامجها الخيري التطوعي الذي تظهر إليه الحاجة، خاصة في موسم البرد حيث تكثر الحوادث".