وصلت نهاية الأسبوع، إلى مطار هواري بومدين الدولي ثالث دفعة من العائلات الجزائرية المقيمة بقطاع غزة بعد إجلائها عبر معبر رفح إلى مطار العريش بمصر. وكان في إستقبال هذه العائلات المتكونة من 57 شخصا وزير التضامن والأسرة والجالية الوطنية بالخارج، السيد جمال ولد عباس، إلى جانب 50 طبيبا نفسانيا تابعين للوزارة من أجل التكفل النفسي بالعائلات وأطفالها. وأوضح الوزير أن مواطني هذه الدفعة الثالثة والأخيرة التي تدخل أرض الوطن بعد أن استقبلت الجزائر خلال الأيام الماضية نحو 92 شخصا ستتكفل الوزارة بإسكانهم بصفة مؤقتة بدور الرحمة وكذا بمركب الأزرق الكبير المتواجد بزرالدة للتكفل بهم هناك في انتظار الاتصال بأهاليهم لنقلهم إلى ولاياتهم الأصلية. وبعدما أبرز انه سيتم دراسة حالات العائلات الراغبة في الاستقرار في الجزائر حالة بحالة أكد السيد ولد عباس، أنه لا يمكن للحكومة التكفل بتوفير مساكن لجميع العائلات باستثناء النساء اللاتي فقدن أزواجهن ولديهن عدة أطفال كما هو حال سيدة قادمة من بريكة ولديها ستة أطفال استشهد زوجها في العدوان الإسرائيلي على غزة. وذكر السيد ولد عباس في هذا الشأن أن هدف الحكومة الجزائرية من نقل هذه العائلات إلى أرض الوطن هو التكفل النفسي بأفرادها، علما أن أولئك الذين دمرت منازلهم كلية سيستفيدون كغيرهم من أهالي قطاع غزة من المساعدات الفلسطينية، مبرزا في السياق أن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أعلن عن تقديم الجزائر مساهمة مالية في إطار إعادة إعمار غزة قدرت ب 200 مليون دولار. أما عن مدة مكوثهم في الجزائر فذكر السيد ولد عباس أن المدة الزمنية غير محددة إذ يمكن للعائلات البقاء طيلة الفترة الزمنية التي يرغبونها. وعبرت العائلات اللاجئة عن عميق تأثرها بصور الدمار التي لم يسبق أن شهدتها من قبل، كما أشارت عائلات أخرى الى أن الفظيعة لازالت عالقة في ذاكرتها، لاسيما القنابل الفسفورية التي كانت تطلق ضوءا كثيفا ومسامير تغرز في الجسم وتتسبب في جروح تتوسع دون توقف في حال عدم تعريضها للماء. وأكدت بعض السيدات أن هدفهن من القدوم للجزائر هو ضمان تمدرس أبنائهن ثم العودة إلى فلسطين للانخراط في صفوف إخوانهن المجاهدين هناك. ومن جهته، ذكر الطبيب النفساني، السيد عبد الرحمان ديدي، أنه بعد حديثه مع بعض الأطفال تبين أن حالتهم تستدعي التكفل الفعلي والفعال بهم، مشيرا إلى أنهم يعانون من صدمات نفسانية وجسدية خاصة العزلة والانطوائية الآنية إضافة إلى حالات التبول اللاإرادي وكذا التأتأة والنسيان وهي حالات تتطلب إعادة بناء نفسي لحالاتهم.