طغى الوضع المأساوي الذي خلفه العدوان الإسرائيلي الجائر على غزة على أبرز الأحداث التي ميزت الأسبوع الماضي، حيث شارك رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، في النقاش الذي جمع القادة العرب حول غزة بكل من الدوحة والكويت، فيما عرفت الساحة الوطنية نشاطات سياسية وبرلمانية مكثفة، إلى جانب انطلاق عدة عمليات إدارية وتحسيسية في إطار التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة. فبعد مشاركتها في قمة الدوحة التي تغيب عنها العديد من الدول العربية، وتبنيها للقرارات الحاسمة التي خرجت منها هذه الأخيرة بإدانة قوية للعدوان الإسرائيلي.. سجلت الجزائر حضورها الفعال في قمة الكويت حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ممثلة برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي أعلن خلال الجلسة التي خصصتها القمة لدراسة الأوضاع المتردية في قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني الغاشم، عن مساهمة الجزائر ب200 مليون دولار لإعادة إعمار القطاع إثر الدمار الكبير الذي ألحقته به الحرب العدوانية الظالمة، داعيا من جانب آخر الإخوة الفلسطينيين إلى إتباع أسلوب الحوار والمصالحة الوطنية، من اجل إيجاد حل عاجل للخلافات التي تنخر وحدة صفهم وبناء وحدة وطنية حول استراتيجية مشتركة كفيلة بضمان حقوقهم المشروعة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف. كما ناشد رئيس الجمهورية المجموعة الدولية التعهد بالالتزام بمراعاة الشرعية الدولية، مشددا على ضرورة فرض سلطان القانون أمام مثل هذا الإجرام، الذي ظل المجتمع الدولي ساكتا عنه. وفيما اعتبر الرئيس أن اجتماع الدوحة الذي خصص للنظر في قضية العدوان الصهيوني الجائر على غزة وتداعياته، أسفر عن نتائج جد إيجابية تفتح الباب لعمل عربي جاد، داعيا إلى ضرورة وضع حد لمسلسل التنازلات على حساب المصالح الإستراتيجية للأمة العربية. ودعا خلال القمة الاقتصادية والاجتماعية بالكويت الدول العربية إلى المشاركة التامة في تحديد كيفيات التصدي للأزمة المالية العالمية وبوجه أخص في التفاوض حول التنظيم النقدي والمالي المستقبلي العالمي، معتبرا التكامل والتعاون الاقتصادي ركيزة قوية للأمن القومي العربي. وعلى الصعيد الداخلي شرعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية مطلع الأسبوع المنصرم في حملتها التحسيسية والإعلامية الواسعة الرامية إلى تحيين القوائم الانتخابية وتوسيع المشاركة في الحياة السياسية، تحسبا لموعد رئاسيات ربيع 2009، وقد أسفرت العملية التي جند لها 16 ألف عون في أسبوعها الأول عن زيارة 400 ألف منزل وإحصاء 100 ألف حالة تغيير مقر الإقامة، مع تدعيم القوائم الانتخابية ب96 ألف مسجل جديد. سياسيا شهد الأسبوع بداية العمل التعبوي الذي شرع فيه المرشحون للانتخابات الرئاسية بعد سحبهم لاستمارات الاكتتاب والانطلاق في عملية جمع التوقيعات، فيما نظمت أحزاب التحالف الرئاسي اجتماعا مع منظمات المجتمع المدني، تم خلاله تنصيب فوج عمل مكلف بإعداد استراتيجية عمل مشتركة تخص كيفية قيادة الحملة الانتخابية لصالح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أما على المستوى البرلماني، فقد تميز الأسبوع المنقضي بمصادقة المجلس الشعبي الوطني على ثلاثة مشاريع قوانين تتضمن تعديل قانوني العقوبات والمساعدة القضائية، وقانون حماية المستهلك وقمع الغش. كما استقبل البرلمان الجزائري رئيسة الجمعية الوطنية المجرية السيدة كاتالين سزيلي في إطار زيارتها الرسمية إلى بلادنا. من جانب آخر تميزت نهاية الأسبوع بتردي أحوال الطقس بالعديد من ولايات الوطن، مما تسبب في وفاة 8 أشخاص وجرح 15 آخرين إثر حوادث مرور وانهيار عدة منازل وفيضان الأودية على مستوى عدة نقاط من ولايات الوطن ولا سيما منها الولايات الداخلية. كما طغى على الأحداث الدولية التي ميزت الأسبوع الماضي علاوة على توقف العدوان الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة، تسلم الرئيس الأمريكي الجديد باراك حسين أوباما مقاليد الحكم في بلاده، ليكون أول رئيس أمريكي من أصول إفريقية.