لم يستبعد رئيس اتحاد الصحافيين والكتاب الصحراويين السيد ماء العينين لكحل أن تعرف العلاقات الأمريكية المغربية تدهورا بعد تعيين السيد كريستوفر روس مبعوثا شخصيا للأمين العام في المنطقة وتزايد اهتمام الإدارة الأمريكيةالجديدة بالنزاع في الصحراء الغربية، وتوقع في حوار ل"المساء" أن يقدم المغرب على الاعتداء على الأراضي الصحراوية المحررة. المساء: لجنة تقصي الحقائق التابعة للبرلمان الأوروبي قامت مؤخرا بزيارة إلى مدينة العيونالمحتلة في إطار استكمال المرحلة الثانية من مهمتها في تقييم وضعية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية ومخيمات اللاجئين الصحراويين، هل تتوقعون أن يفضح تقرير اللجنة الانتهاكات المغربية عكس تقرير مفوضية حقوق الإنسان الأممية الذي تم التستر عليه؟ ماء العينين لكحل: تعد هذه الزيارة مكسبا للشعب الصحراوي بعد ان تمكن برلمانيون أوروبيون لأول مرة من التحقق بأنفسهم من حجم الانتهاكات الجسيمة المرتكبة من المغرب ضد المواطنين الصحراويين بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وكذا الوقوف على المضايقات التي يعاني منها النشطاء الصحراويون الذين تعرضوا، حسب ما أكدته عدة منظمات وطنية ودولية كمنظمة العفو الدولية، للمنع من مقابلة البعثة. ولكن من جهة أخرى، فإن زيارة البعثة البرلمانية الأوروبية لمدينة العيون ضمن بعثة لجنة المغرب العربي، وليوم واحد، وببرنامج مكثف شمل أيضا لقاءات رسمية مع ممثلي قوات الإحتلال المغربية بالمدينة، تعد إهانة مباشرة من النظام المغربي للبرلمان الأوروبي. لماذا؟ لأن البعثة ظلت ممنوعة من زيارة المنطقة منذ سنة 2005 وسمح لها في الاخير بالقيام بزيارة خاطفة، يصعب عليها أن تكون ملمة بكل ما يحدث من خروقات. ورغم محدودية مجال تحرك البعثة إلا أننا ننتظر ان يكون تقريرها مدعما بمعلومات مستقاة من الواقع ونتوقع أن يزكي محتواه استنتاجات بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان الاممية، التي قالت بصريح العبارة أن كل انتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية ناتجة عن عدم تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير، كما ننتظر أيضا أن يزكي استنتاجات تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" المنجز العام الماضي والذي ذكر وبشكل صريح مختلف الانتهاكات المغربية للحقوق السياسية والإنسانية للمواطنين، بالرغم من أنه لم يكن شافيا ولا كافيا، وهو ما اعترفت به المنظمة نفسها. وما يريده الشعب الصحراوي من بعثة البرلمان الأوروبي هو أن تنقل نبض المواطن الصحراوي، والنشطاء الصحراويين الذين وجهوا رسائل واضحة للإتحاد الأوروبي من أنهم يرفضون الوجود المغربي على أرضهم، وأنهم يرفضون التواطؤ الأوروبي مع الإحتلال فيما يتعلق بنهب الخيرات الصحراوية. المساء: هناك تصعيد مغربي متزايد ضد النشطاء الصحراويين ما هي حقيقة الوضع في الميدان؟ - ماء العينين لكحل: التصعيد المغربي ضد النشطاء الحقوقيين الصحراويين في تزايد مستمر بالرغم من كل الجهود الوطنية والدولية لوضع حد للمضايقات والتعذيب والاعتقال والسجن الذي يطالهم، فالناشط الحقوقي الصحراوي يعاني يوميا من التهديد والتضييق على حركته حتى بين المدن الصحراوية، ويعاني من الإبعاد والنفي من المناطق المحتلة كما هو الحال بالنسبة لمئات النشطاء الممنوع منهم دخول المدن الصحراوية المحتلة، ويحدق خطر التصفية الجسدية، ويمتد التهديد الى عائلات المعتقلين والمفقودين. المساء: بادرتم مؤخرا بصفتكم رئيسا لاتحاد الصحافيين والكتاب الصحراويين بحملة دولية للمطالبة بإطلاق سراح الصحفي مصطفى عبد الدايم ما هي تطورات القضية؟ - ماء العينين لكحل: الصحفي والقاص الصحراوي مصطفى عبد الدايم عضو ناشط في اتحاد الصحافيين والكتاب الصحراويين وعضو في اللجنة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان "بالزاك"، وتحركنا نابع من كونه من ابرز النشطاء الموجودين ضمن قائمة المستهدفين من طرف النظام المغربي ومن باب تحملنا للمسؤولية قمنا بالاتصال بكل المنظمات الحقوقية الدولية لإطلاعهم على قضيته وتبنينا استراتيجية واضحة سوف نواصلها إلى أن تقوم سلطات الرباط صاغرة بإطلاق سراح المعتقل الصحراوي. وقد تبنت منظمات استراليا والدانمارك واليابان وبريطانيا الحملة العالمية لإطلاق سراحه، وقامت بتحسيس حكومات بلادها بوضع الصحفي الصحراوي. المساء: هناك حديث عن تصعيد مغربي على مستوى الجدار العازل ما هي حقيقة ما يجري هناك؟ - ماء العينين لكحل : يبدو أن سياسة الهروب إلى الأمام هي الخيار الذي سيتبعه المغرب في المستقبل للتهرب من احترام الشرعية الدولية في الصحراء الغربية وليست أعمال التحصين والتقوية التي يقوم بها الجيش المغربي في بعض القطاعات الشمالية من جدار العار المغربي إلا مجرد الجزء الظاهر من جبل الجليد، وأقول هذا لأننا ونحن نتابع حجم التسلح المحموم الذي تسجله الرباط منذ سنوات ليست بالقليلة حتى صارت على رأس قائمة الدول الإفريقية من حيث شراء الأسلحة، وهو ما يدفعنا الى أن نستنتج أننا سنواجه عما قريب مغامرات مغربية جديدة ستعيد المنطقة إلى جو السبعينات من القرن الماضي، أي مواجهة عسكرية جديدة، ومن يدري ربما سيحاول الجيش المغرب غزو المناطق المحررة من الصحراء الغربية، خصوصا وأن الجمهورية الصحراوية مصرة على ممارسة سيادتها التامة على هذه المناطق وذلك عبر إعادة تأهيلها وتعميرها وإصلاحها. المساء: كيف تتوقعون مستقبل القضية بعد تعيين كريستوفر روس مبعوثا شخصيا في المنطقة؟ - ماء العينين لكحل: بالتأكيد أن تعيين دبلوماسي أمريكي من حجم السيد كريستوفر روس هو دليل على اهتمام الإدارة الأمريكية بالنزاع، ولكن يبدو أن المغرب غير مرتاح تماما لهذا الاهتمام المتزايد، وهذا ما يجعلني لا أستبعد تمردا مغربيا على حليفه التاريخي.