أعرب السيد عمار غول وزير الأشغال العمومية، أمس، عن استيائه لتماطل شركة سونلغاز في تحرير مسار مشروع الطريق السريع عين البنيان - بوفاريك في مقطعه الثاني الرابط بين منطقتي الكثبان والشراقة الغربية من الشبكات القاعدية، داعيا المؤسسة إلى تحمل مسؤولياتها كاملة، من خلال الانخراط الإيجابي في المشاريع الوطنية الاستراتيجية، حتى لا يضطر إلى اتخاذ إجراءات ضدها. وتأسف السيد غول خلال معاينته للمشروع المذكور الذي شكل إحدى محطات زيارته الميدانية لورشات قطاعه بالعاصمة، لعدم تحرك المصالح التقنية المتخصصة في تحويل شبكتي الغاز والكهرباء، من أجل القيام بواجبها إزاء أحد أهم المشاريع التي تنتظر العاصمة استلامها هذا العام، وذلك بالرغم من اللقاءات التنسيقية المتكررة التي تم خلالها طرح هذا الانشغال، وطالب بالمناسبة مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر إمهال شركة سونلغاز إلى غاية الاجتماع التنسيقي القادم، وتذكيرها لآخر مرة بواجبها إزاء المشروع، مؤكدا بأنه في حال تماديها في التعطيل "سيتم اللجوء إلى طرق أخرى..". وقد تشمل هذه الطرق إجراءات مالية وإدارية، حسب الوزير الذي أوضح أن شركة سونلغاز تتلقى المقابل المالي عن أشغالها المتصلة بمشاريع القطاع بشكل مسبق أحيانا. كما دعا في الإطار السلطات المحلية إلى الضغط من جهتها على الهيئات المتسببة في تعطيل المشروع لتمكين هذا الأخير من التقدم بشكل أكبر قبل حلول موسم الاصطياف الذي تشهد خلاله المنطقة حركية متنامية. من جانب آخر حث ممثل الحكومة شركات الانجاز الوطنية المكلفة بتهيئة مشروع الطريق السريع عين البنيان- بوفاريك التي تقدر مسافته ب23 كلم، على ضرورة مضاعفة إمكانياتها في الورشات، وألح عليها إدخال ثقافة العمل المتواصل بنظام 3 مرات 8 ساعات، والذي يعتبر "تأهيلا ذاتيا بالنسبة لها"، مذكرا بأن منحها مثل هذه المشاريع بصفة مباشرة ودون المرور عبر المناقصات، يبرز طابعها الإستعجالي، "ولذلك فلا مجال لتضييع الوقت ولا للتماطل الذي قد يعرض الشركات لإجراءات ردعية تصل إلى حد سحب المشروع منها". وخلال معاينته بمنطقة "أولمان خليفة" لمشروع الجسر الكبير والنفق، اللذين يربطان المدنية بحي العناصر على مستوى المقر الجديد لوزارة الشؤون الخارجية والذي تم انجازه وفق تقنية حديثة، شدد السيد غول على ضرورة أن تمر المؤسسة المكلفة بالأشغال إلى وتيرة أسرع، مقدرا بأن المرحلة الأولى للأشغال التي كانت بمثابة فترة تربص بالنسبة لها للتحكم في التقنية الجديدة انتهت، "وعليها الآن تسريع وتيرة العمل لتسليم المشروع في آجاله المحددة". وشملت زيارة الوزير أيضا معاينة أشغال التهيئة الداخلية لأنفاق مفترق شوفالي والتي تتضمن عمليات تلبيس الجدران وتزيينها ووضع وتركيب تجهيزات الإنارة العمومية، واستبدال الممر العلوي القديم بآخر جديد وتوسيع المعابر الجانبية للنفق. كما وقف على مستوى تقدم أشغال التهيئة الحضرية لمفترق شاطوناف، التي تشمل هي الأخرى استكمال إنجاز النفق المحاذي لمشروع كلية الطب، الذي بلغت به نسبة الإنجاز 65 بالمائة، وتوسيع الطريق على مختلف المحاور التي تشكل حلقة الربط بين بن عكنون، الأبيار وشوفالي. لينتقل بعدها إلى موقعي تهيئة الطريق الجديد الرابط بين منطقة قاريدي بالقبة والطريق السريع الجنوبي للعاصمة، وتهيئة الطريق الرابط بين الحامة وحسين داي عبر النفق الجديد الجاري استكماله على مستوى مقر مجلس قضاء الجزائر، وهو المحور الذي يندرج ضمن مشروع متكامل يشمل انجاز ازدواجية لكل الطريق الرابط بين ساحة أول ماي وباش جراح في إطار المخطط المستقبلي لحركة المرور بالعاصمة. وتجدر الإشارة إلى أن كل المشاريع التي وقف عليها وزير الأشغال العمومية والتي ستدعم المنشآت الطرقية للعاصمة يرتقب ان يتم تسليمها مع نهاية الصائفة المقبلة.