قدم وفد عن الكونغرس الأمريكي أمس صورة إيجابية عن الوضع العام في الجزائر وانتهى إلى هذه الخلاصة بعد خمسة أيام من زيارة التقى خلالها عدة مسؤولين وممثلين عن المجتمع المدني. فقد نزل وفد عن الكونغرس الأمريكي أمس ضيفا على مركز يومية "الشعب" للدراسات الاستراتيجية الذي يديره الدكتور امحند برقوق لمناقشة العلاقات الجزائريةالأمريكية، وسجل هؤلاء خلال تدخلهم أثناء النقاش الذي دار بينهم وبين الإعلاميين التطور الكبير الذي تعرفه الجزائر في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ويقوم وفد عن الكونغرس الأمريكي يتكون من 12 عضوا تترأسه السيدة روني هاور منذ السبت الماضي بزيارة إلى الجزائر تهدف إلى توطيد علاقات التعاون بين برلماني البلدين. وعن سؤال حول الهدف من الزيارة قالت رئيسة الوفد أنها جاءت الى الجزائر من أجل الحصول على الصورة الحقيقية عن الوضع العام في البلاد ونقلها إلى أعضاء الكونغرس الأمريكي. وفي هذا السياق رأت أن اللقاءات التي عقدها الوفد مع مسؤولين جزائريين وممثلين عن عدة هيئات سمحت بتوضيح الكثير من الزوايا الغامضة، وأعطى أحد الأعضاء في تدخله مثالا عن مسألة احترام الديانات غير الإسلامية في الجزائر في إشارة الى قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين، وأكد أن اللقاء الذي جمعهم بمستشار برئاسة الجمهورية ساهم في توضيح هذا الأمر خاصة وأن الهدف من ذلك القانون هو تنظيم ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين مادام أن ممارسة الشعائر الإسلامية في بلد يدين غالبية الناس به مقنن، وقال في هذا الصدد "أنا كمسيحي لا أرى ما يمنع من ممارسة الشعيرة الدينية في ظل هذا القانون". ومن جهة أخرى أشار أحد أعضاء الوفد عن الحزب الجمهوري إلى أن تحمسه للمجيء الى الجزائر نابع من مساندة الجزائر للولايات المتحدةالأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وكذا دعمها اللامشروط للشعب الصحراوي ولحقّه في تقرير المصير والاستقلال باعتبار "أنا من بين الداعمين للشرعية الدولية ولاستقلال الصحراء". وفي هذا السياق يقوم وفد الكونغرس الأمريكي اليوم الخميس بزيارة الى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف للاطلاع على أوضاعهم الإنسانية وعقد لقاءات مع المسؤولين في جبهة البوليزاريو للتباحث حول تطور القضية الصحراوية. وأبدى وفد الكونغرس الأمريكي دعمه لجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب وعبروا عن وجهة نظر تتطابق مع الاستراتيجية المتبعة اليوم في محاربة الظاهرة والتي لا تقتصر فقط على الحلول الأمنية بل تركز أيضا على الحلول السياسية في إشارة الى مسار المصالحة الوطنية. وقالت رئيسة الوفد السيدة روني هاور في ردها على سؤال بهذا الخصوص "أن للولايات المتحدةالأمريكية الكثير مما يمكن أن تتعلمه من تجربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب خاصة ما تعلق بالمعالجة السياسية للظاهرة". وأشاد الوفد من جهة أخرى بنوعية العلاقات الاقتصادية التي تربط الجزائربالولاياتالمتحدةالأمريكية، وأعرب عن أمله في أن تتعزز أكثر في السنوات القادمة من خلال استفادة المتعاملين الأمريكيين من الظروف الايجابية التي تتميز بها السوق الجزائرية. وأوضحت رئيسة الوفد أن استغلال الوضع الجيد الذي تمر به الجزائر كفيل بترقية مستوى التعاون الثنائي بين البلدين. وللإشارة فقد بلغ حجم المبادلات بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية العام الماضي 20 مليار دولار. وتصدر الجزائر نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية أكثر من 700 ألف برميل من النفط لتعد بذلك ثاني ممون لها بالنفط. وبخصوص قضية المسؤول السابق لمكتب الاستخبارات الأمريكية في الجزائر اندرو وارن المتهم في قضية اغتصاب امرأتين عبرت رئيسة الوفد عن أسفها للحادثة، وأعربت عن أملها في أن يتبع القضاء مساره الطبيعي للفصل فيها. ويمثل وفد الكونغرس الأمريكي مناصفة الحزبين الجمهوري والأمريكي، وجاءت زيارته الى الجزائر بالتنسيق مع سفارة الجزائر بواشنطن، وتهدف الى توسيع دائرة أصدقاء الجزائر في الكونغرس الأمريكي.