اختارت المؤسسة العمومية للصحة الجوارية برج الكيفان بدرقانة، تخصيص شهر أكتوبر للتحسيس بأهمية الصحة النفسية، من خلال تنظيم أبواب مفتوحة بالعيادات متعددة الخدمات التابعة للمؤسسة، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، حسب ما أكده مديرها نور الدين دويفي، في تصريح ل"المساء"، حيث قدمت مطويات للتعريف بدور الأخصائي النفساني، وضرورة طلب الاستشارة النفسية عند الحاجة، موضحا في السياق، أن التحدث عن المرض النفسي ليس عيبا، وهو ما عمدت إلى إيضاحه المختصة النفسية، منسقة الأخصائيين النفسانيين فاطمة الزهراء غزالي، من خلال المطويات التي وزعت على الزوار. أشارت المختصة النفسية غزالي في معرض حديثها مع "المساء"، إلى أن الصحة النفسية حالة من العافية، يمكن للفرد من خلالها، تكريس قدراته أو قدراتها الخاصة، والتكيف مع أنواع الإجهاد العادية، والعمل بتفان وفعالية، والمساهمة في المجتمع، مؤكدة أن الصحة النفسية من المعافاة أمر أساسي لتوطيد قدراتنا الجماعية والفردية على التفكير، التأثر والتفاعل مع بعضنا البعض كبشر، وكسب لقمة العيش والتمتع بالحياة، "وهو ما حرصنا على إيضاحه للعامة، لمعرفة ماهية الصحة وثقلها"، تقول محدثتنا. أوضحت منسقة الأخصائيين النفسانيين، أن تعزيز الصحة النفسية وحمايتها واستعادتها، يعد شغلا شاغلا حيويا للأفراد والجماعات والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وعن دور الأخصائي النفساني، قالت غزالي "للدور الوقائي عند الأخصائي النفساني ثلاثة مستويات؛ الأول منها يهدف إلى التحكم في العوامل التي تؤدي إلى إصابة الأفراد بالاضطرابات والأمراض النفسية، على غرار المخدرات وأسباب الإدمان، والمستوى الثاني يخص تقصير فترة المعاناة من الاضطراب، أو منعه من الانتشار والتحكم فيه، مثل التحكم فيما قد ينتشر بينهم من علاجات سلوكية، أي بين المدمنين، أو اضطرابات نفسية. أما المستوى الثالث، فيهدف إلى مواجهة نتائج الإصابة بالاضطراب، سواء للفرد أو المحيطين به، ومعناه مساعدة سيئ التوافق على الاندماج في المجتمع بعد تلقي العلاج والإرشاد المناسب. عرضت غزالي طرق المحافظة على الصحة النفسية قائلة "هناك العديد من الطرق التي يمكن انتهاجها للمحافظة على الصحة النفسية، أولها التواصل مع الآخرين والمحافظة على العلاقات الداعمة، واللعب من خلال تخصيص بعض الوقت من كل يوم للاستمتاع بشيء تحب القيام به حقا، كن بسيطا واضحك، فإن الضحك يعيد شحنك بالطاقة، كما يمكنك طلب المساعدة والمشورة من أحد الأصدقاء أو الزملاء أو المعلمين ممن تثق فيه، فكلنا نحتاج للمساعدة". استرسلت المختصة في عرض سبل الصحة النفسية قائلة "من أهم الدعائم النفسية؛ الاهتمام بالنفس، من خلال الاعتناء بالنفس بممارسة التمارين الرياضية، الاستمتاع بالإفطار الصحي الجيد، شرب الكثير من المياه وتناول الغذاء الصحي، إلى جانب أخد قسط من الراحة، لأن النوم يجدد نشاطك الذهني والبدني، لذا احرص على النوم لمدة لا تقل عن 7 ساعات يوميا، اذهب إلى الفراش واغلق هاتفك النقال والحاسوب ساعة قبل النوم". فيما يخص طريقة التعامل مع الضغوط، قالت المختصة "كن منتبها إلى ما يسبب لك الضغط النفسي، وموضعه في جسمك، وكيف يكون رد فعلك تجاهه، فسوف يساعدك ذلك على إدارة ضغوطك بشكل أفضل، تعلم التعبير عن رفضك لأمر معين أو غصبك منه، حتى لا يتراكم عليك، ويمكنك الاستفادة من تمارين التنفس الباعثة على الاسترخاء أو تمارين اليوغا أو التأمل". أكدت المختصة غزالي، على أهمية التفكير في اللحظة الراهنة، وعيشها بدل العيش في الماضي، وأن تشعر بوجودك في هذه الحياة من خلال نسمات الهواء التي تضرب وجهك، أو الشعور بقدميك وأنت تمشي، مع المشاركة في الحياة العامة ومساعدة الغير من خلال العطاء، وتحدى نفسك بتعلم أشياء جديدة نافعة، مع تجنب استهلاك الكحول والمخدرات.