من المنتظر أن تودع محلات مؤسسة "ديستريش" ال 13 بالعاصمة زبائنها بصفة نهائية على غرار المحلات الكائنة بمختلف ولايات الوطن قبل نهاية السنة الجارية بعد أن قررت الإدارة العامة تصفية هذه المحلات و تسريح عمالها مقابل تعويض مالي حدد بمرتب 30 شهرا زائد 25 بالمائة من هذا المبلغ الأخير· في حين التقى العمال بنقابتهم التي تسعى إلى انتزاع أقصى نسبة من الحقوق قبل تسريحهم حسب بعض العمال· اختلفت مواقف عمال المؤسسة العمومية لتوزيع الأحذية والصناعات الجلدية "ديستريش" آخر فروع المؤسسة الوطنية لصناعة المنتوجات الجلدية "سونيباك" بين معارض ومؤيد لقرار الإدارة العامة للمؤسسة والقاضي بغلق كل وحداتها المتواجدة عبر الوطن والتسريح الإرادي لعمالها بتعويض حدد بمرتب 30 شهرا زائد نسبة 25 بالمائة من هذا المبلغ· فبينما رفض عمال وحدات ولاية قسنطينة البالغ عددهم 300 القرار، الذي جاء حسبهم من طرف واحد حيث لم يستشرهم بصفتهم المعنيين المباشرين حسب هؤلاء الذين اعتبروا القرار تعسفيا جاء ليغلق محلات المؤسسة بالقوة· ونجد أن أغلبية عمال وحدات البيع بالعاصمة يوافقون قرار الغلق الذي اعتبروه الحل الأنسب والأخير للوضعية المتدهورة التي كانت تتخبط فيه المؤسسة منذ سنوات مضت· حسب ما استقته "المساء" التي زارت أمس إحدى محلات مؤسسة "ديستريش" بالعاصمة، حيث حاورت بعض العمال بعين المكان الذين وجدناهم يباشرون عملهم في انتظار الغلق الرسمي للمحل· ولم نلمس أي احتجاج على قرار التسريح الجماعي لدى عمال المحل الذين اعتبروا هذا المصير الذي آلت إليه المؤسسة أمرا حتميا نظرا للعراقيل والمشاكل الكبيرة التي كانت تقف حجر عثرة أما تطور المؤسسة· وذكر منها سوء التسيير والإهمال الذي أدى باقتحام منتوجات مختلفة لا علاقة لها بالمؤسسة محلاتنا يضيف عامل آخر له 30 سنة خدمة بهذه الوحدة الذي أضاف قائلا " حتى الأحذية الصينية دخلت محلاتنا التي كانت تستقطب خلال سنوات مضت جموع كبيرة من الزبائن نظرا لجودة حذاء "ديستريش" المعروف على المستوى الوطني وحتى الدولي"، قبل أن يلاحظ أن قرار الغلق كان محضرا من قبل وإلا كيف نفسر عدم تزويد المحلات بالسلع مند سنة كاملة؟ من جهة أخرى لم يتلق عمال محلات "ديستريش" بالعاصمة المقدر عددها ب13 محل أي أجل أو تاريخ محدد للغلق النهائي في حين وحسب هؤلاء العمال لا تزال الإدارة العامة للمؤسسة تسعى من خلال الاتصالات التي تقوم بها مع الجهات الوصية للحصول على أقصى حد من الامتيازات للعمال قبل تسريحهم خاصة منهم الذين هم على وشك التقاعد بينما تم رفض طلب العمال المتعلق بالتنازل عن المحلات لصالحهم · و في نفس السياق أرجع عمال "ديسترش" بداية تدهور المؤسسة إلى العشرية السوداء حيث تعرضت محلاتها عبر العديد من مناطق الوطن إلى الحرق والسلب والنهب ولم تحظ بأية عناية إلى حد الآن بل زاد حالها سوءا مما جعل مصيرها الحتمي هو الزوال·