يلتقي اليوم بمدينة القدسالمحتلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوزير الأول الإسرائيلي إيهود أولمرت في أول لقاء بينهما منذ مؤتمر أنابوليس الأمريكية في السابع والعشرين من الشهر الماضي· وذكرت مصادر إسرائيلية أن هذا الاجتماع سيخصص لبحث السبل الكفيل بتجسيد بنود خارطة الطريق التي وضعها مؤتمر أنابوليس لحسم قضايا الوضع النهائي الممهدة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة· وتذهب كل المعطيات المتوفرة على خط العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أن اللقاء سوف لن يتوصل إلى أية نتيجة ملموسة بسبب المواقف الاسرائيلية التي تفتقد لآية إرادة حسنة لبعث مفاوضات السلام رغم قبولها بنتائج مؤتمر أنابوليس· وتأكد ذلك من خلال فشل لقاءين متتالين لفريقي مفاوضات الطرفين كان آخره قبل يومين وتزامن مع حملة اغتيالات واسعة مع احتفال الفلسطينيين بعيد الأضحى وأعياد نهاية السنة المسيحية وخلفت استشهاد 24 فلسطينيا في أعنف فعمليات تصفية تقوم بها آلة الحرب الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وتقاطعت تلك الحملة مع قرار حكومة الاحتلال بتوسيع أكبر مستوطنتين في مدينة القدسالمحتلة ضمن خطة واسعة ومدروسة لتهويد المدينة وطمس كل معالمها الاسلامية وفرض منطقها على أية مفاوضات قادمة حول هذه النقطة بالذات والتي خرقتها إسرائيل رغم مطالبة المجموعة الدولية بوقف كل عمليات الاستيطان لأنها من أهم العوامل التي أفشلت المفاوضات وجمدتها لأكثر من سبع سنوات· وكان إصرار اسرائيل على بناء المزيد من الوحدات السكنية في قلب مدينة القدس السبب المباشر في نسف اللقاء الذي كان من المنتظر أن يجمع كبير المفاوضين الفلسطينيين أحمد قريع ببوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الاثنين الماضي وبرمج لبحث قضايا الوضع النهائي، بدءا بمصير المستوطنات ووصولا إلى حدود الدولة الفلسطينية المستقلة ومصير اللاجئين الفلسطينيين في الشتات· للإشارة أن هذا الاجتماع الأول من نوعه بين الرجلين منذ مؤتمر أنابوليس يأتي أياما قبل الزيارة الأولى التي يتوقع أن يشرع فيها الرئيس الأمريكي جورج بوش الى المنطقة بداية من الثامن جانفي القادم وتدوم الى 16 منه وتشمل بالاضافة إلى الأراضي الفلسطينية وإسرائيل كل من مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي· وما انفك الفلسطينيون يطالبون الادارة الأمريكية على تأكيد مصداقيتها في إتمام عملية السلام من خلال الضغط على اسرائيل لمنعها من مواصلة عملياتها الاستيطانية في الضفة الغربية والتي اصبحت تهدد بانهيار كل عملية السلام الحالية· وتراهن السلطة الفلسطينية على دور أمريكي أكثر صرامة وتأمل في أن ينعكس ذلك من خلال المواقف التي سيتخذها الرئيس الأمريكي أثناء زيارته وخاصة باتجاه الضغط على اسرائيل لحملها على الايفاء بتعهداتها· وكان الرئيس جورج بوش أعطى ضمانات للفلسطينيين بتمكينهم من اقامة دولتهم المستقلة قبل نهاية عهدته الرئاسية في جانفي 2009، تعهدات تبقى محل شكوك كبيرة، خاصة وأنه سبق وأن التزم باعلان الدولة الفلسطينية في سبتمبر 2005 ولكنه فشل في تحقيق حلم طالما راود الفلسطينيين وكان يتبخر في كل مرة في ظل غياب ارادة دولية لتجسيد ذلك ميدانيا·