عرضت مؤسسة "ساديمات" أمس تقنية فرنسية جديدة في مجال رصد الأحوال الجوية تقترحها مؤسسة "سيمال إلكترونيك" الرائدة في مجال إنتاج وتوزيع التجهيزات الحديثة الخاصة بالرصد ومتابعة التغيرات المناخية ، وعن التقنية الجديدة أكد رئيس المؤسسة الفرنسية ديديي كروزال أنها لا تتوقف على تحديد وضعية الجو ونسبة تساقط الأمطار فقط، بل تتعدى ذلك إلى اقتراح حلول لمجموعة من المشاكل التي تتعلق بالمناطق المعرضة للفيضانات ونوعية التربة لتحديد نوعية الإنتاج الفلاحي الذي يتلاءم مع كل منطقة. التقنية الجديدة التي تتمثل في جهاز استقبال جديد مجهز بأحدث التكنولوجيات في مجال الرصد والاستقبال ونقل المعلومات عبر نظام الاتصالات "جي بي أس" تسوقه مؤسسة "سيمال الكترونيك " لعدة دول على غرار أمريكا اللاتينية، تونس، أمريكا الوسطى وهو ما حقق نتائج ايجابية لهذه الدول خاصة في مجال عقلنة استغلال الثروات المائية وتكثيف الزراعة حسب نوعية مناخ كل منطقة، وستحاول مؤسسة "ساديمات" بيع هذه التجهيزات الحديثة للمستثمرين والقطاعات الجزائرية المهتمة بها. اللقاء الذي نظم تحت شعار "التحكم في المناخ والثروات المائية، أجوبة لفلاحة مستدامة" عرض من خلاله مجموعة من الخبراء والمختصين النتائج المحققة في مجال الزراعة من خلال الحلول التي تقترحها المؤسسة والتي تسمح باختيار المناطق الأكثر خصوبة لزراعات معينة مع اقتراح التوقف عن حرث الأراضي في كل مرة واستعمال نباتات معينة لإعطاء الأرض خصوبة أكثر مع استغلال كل فترات تساقط الأمطار للغرس خارج المواسم. وتم بالمناسبة عرض التجربة البرازيلية والتونسية التي سمحت رغم تخوف السلطات المحلية بتحقيق نتائج جيدة في مجال إنتاج الذري والقمح، وعن المشاكل في قطاعات الموارد المائية والبيئة والفلاحة بالجزائر، أشار السيد فرانسوا فوراست مختص من مخبر الفرنسي للأبحاث في الجيولوجيا إلى ارتفاع نسبة تلوث المياه بسبب الاستعمال المفرط للأسمدة الكيماوية بالأراضي الفلاحية، بالإضافة إلى الاستغلال المفرط للمياه عند السقي وهو ما يؤثر على خصوبة التربة ومردودية الإنتاج. وعن هدف اللقاء الذي حضره مجموعة من إطارات وزارات البيئة والموارد المائية وحتى الفلاحة، يقول السيد كروزال انه نظم بغرض استعراض الحلول التي تقترحها المؤسسة على أهل الاختصاص خاصة الفلاحين والهيئات المهتمة بالأرصاد الجوية ومتابعة تغيرات الطقس، حيث ستسمح الحلول الجديدة بالتنبؤ بعدة ظواهر مع تحديد كميات ومواقع تساقط الأمطار. من جهة أخرى؛ أشار المتحدث في تصريح خاص ل "المساء" أن الجهاز الجديد سيسمح بالتنبؤ بالفيضانات مع المساهمة في إنجاح مختلف الإصلاحات التي باشرتها وزارة الفلاحة بالإضافة إلى إمكانية وضع بنك للمعلومات خاص بمصالح الأرصاد الجوية وحتى باقي القطاعات المهتمة خاصة وأن الجهاز يشتغل من خلال المعلومات التي يتحصل عليها من الأقمار الصناعية مع دراسة نوعية التربة وتأثيرات المناخ عليها، كما أن الحلول المقترحة ستساهم بتخفيض نسبة استغلال المياه في الزراعة ب 30 بالمائة، علما أن القطاع يستغل اليوم 60 بالمائة من المياه المجمعة بالسدود بالإضافة إلى كميات إضافية من المياه الجوفية التي تستغل بطريقة عشوائية مما يؤثر على الإمكانيات الجوفية. ويذكر أن التجهيزات المقترحة للسوق الجزائرية متداولة في عدة دول بأكثر من 400 ألف وحدة، وبالنظر إلى سعرها الباهض يقترح الموزع إشراك عدة قطاعات في خدمات التجهيزات الجديدة التي تتماشي والتكنولوجيات الحديثة في الاستقبال والبث وحتى حفظ المعلومات.