لجأ قطاع الأشغال العمومية إلى الصور الملتقطة بالساتل لتحديد مسارات جديدة للطريق الجنوبي الثاني للعاصمة، تسمح بتجنب مرور هذا المشروع عبر المدن والمجمعات السكنية، وبالتالي تفادي مشكل نزع الملكية وتهديم البنايات السكنية، الذي كثيرا ما كان يتسبب في تعطيل الأشغال وتأخير آجال استلامها· وأبرز السيد عمار غول وزير الأشغال العمومية بمناسبة زيارته أول أمس للشطر الغربي لهذا المشروع أهمية استعمال الوسائل التكنولوجية في تقويم الدراسات التقنية التي تم إنجازها بخصوص مختلف المشاريع الإستراتيجية للقطاع، ومن بين هذه الوسائل الصور الملتقطة عن طريق الأقمار الصناعية، والتي تظهر بشكل أدق المسارات المعتمدة في التخطيط، وتلك التي يمكن اعتمادها كبدائل لاجتناب العوائق المحتملة، وهي تقنية أصبحت مفروضة على مكاتب الدراسات بداية من 2007 · وفي هذا السياق وبعد أن اطلع على المسار البديل بالنسبة للجزء العابر لمدينة خرايسية، والمحدد بفضل صور النظام الإعلامي "قوقل إيرث" ، أمر الوزير المشرفين على متابعة مشروع الطريق الجنوبي الثاني، بالشروع فوريا في استكمال الدراسة التقنية لهذا المقطع الجديد الممتد على طول 2,5 كلم، والذي سيسمح بتفادي المرور عبر المدينة المذكورة وبالتالي تجاوز معالجة الملفات الثقيلة الخاصة بنزع ملكية 32 ساكنا، وتشييد إنجازات إضافية على غرار الممرات الفوقية والتحتية والسور العازل للتأثيرات الصوتية للطريق· كما عاين السيد غول حلولا بديلة مماثلة على مستوى منطقة بئر توتة، حيث سيتم تفادي نزع ملكية 28 عائلة قاطنة بمجمع "بن شعاوة" بفضل إنجاز أنفاق مفتوحة، وتهيئة مرافق ومنشآت ترفيهية لفائدة سكان المنطقة وخاصة منهم الشباب· وركز المسؤول الأول عن القطاع خلال زيارته على مشاريع إنجاز المحاور الطرقية للربط بين الطريق الجنوبي الثاني والمناطق الصناعية والحضرية، على غرار محوري الربط بين المشروع والمدينةالجديدة لسيدي عبد الله ومشروع المستشفى الجديد بزرالدة إضافة إلى المحور الرابط مع مطار الجزائر، الذي يعتبر بمثابة طريق اجتنابي ثاني لمدينة الكاليتوس ويمتد على طول 8 كلم، ويفترض أن يلعب دور الطريق الموزع لحركة المرور المكثفة التي يشهدها موقع المطار· كما دعا الوزير الذي اطلع على مخططي محورين آخرين لربط المشروع مع المنطقة الصناعية للرويبة، ومع مصنع الإسمنت بمفتاح، على ضرورة اعتماد مقياس 4 مسالك في الإتجاهين، حتى تخصص لعربات الوزن الثقيل مسالك خاصة، وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن المحور الذي سيربط الطريق الجنوبي الثاني للعاصمة بمصنع الإسمنت لمفتاح يمتد على طول 1,9 كلم وسيجنب المدينة الإكتظاظ الذي تتسبب فيه حركة الشاحنات· وعموما فقد أبدى الوزير ارتياحه لمستوى تقدم أشغال مشروع الطريق الجنوبي الثاني للعاصمة، المقرر استلامه في صائفة 2008، والذي سيكون له الأثر الكبير في فك الخناق عن حركة المرور في العاصمة، ودعم مخطط النقل الجديد الذي سيتعزز بوسائل عصرية بداية من العام المقبل، وقد بلغت نسبة أشغال هذا المشروع الحيوي الذي تشرف على إنجازه ثلاث مؤسسات رئيسية، هي "أو أش أل" الإسبانية، و"تيكسيرا دوارتي" البرتغالية والمؤسسة الوطنية للمنشآت الفنية الكبرى، 60 بالمائة، مع الإشارة إلى أن هذا الطريق يمتد من زرالدة غربا إلى بودواو شرقا عبر أقاليم ثلاث ولايات هي الجزائر، البليدة وبومرداس على طول 75 كلم· على صعيد آخر أوضح وزير الأشغال العمومية أنه اضطر إلى اتخاذ قرار تجميد أرصدة 8 مؤسسات تعمل على إنجاز محاور مشروع الطريق السيار شرق غرب البليدة وعين الدفلى بعد ملاحظته لتهاون هذه المؤسسات، ومخالفتها لالتزاماتها الخاصة بآجال الإنجاز واحترام وتيرة العمل اليومية، فقد تم تسجيل توقف ورشات المشروع على مستوى المحور المذكور، بحجة أن العمال ذهبوا لقضاء عطلات عيد الأضحى المبارك مع عائلاتهم، غير أن عطلة العيد، لم تنته على اعتبار أن هؤلاء قرروا إدامتها وقضاء أعياد نهاية السنة بعيدا عن موقع العمل، ولذلك اتخذ الوزير إجراء ردعيا مؤقتا يتضمن تجميد أرصدة تلك المؤسسات وتوقيف عملية الدفع لمدة 15 يوما، وفي حال عدم الوفاء بالتزاماتها المحددة في دفتر الشروط واستدراك التأخر الذي تسببت فيه، تضطر الوزارة إلى فسخ عقودها وتعيين مؤسسات بديلة للتكفل باستكمال المشروع· وفي سياق متصل كشف السيد غول أن نحو 35 مؤسسة وطنية وأجنبية، خضعت لإجراءات عقابية تتراوح بين الإنذار والإعذار وفسخ العقد خلال سنة 2007، مشيرا إلى أن التنظيمات الجديدة تسمح للدولة التي تعتبر صاحب المشروع بفسخ عقد أية مؤسسة تخل بالتزامها في دفتر الأعباء، بل وأكثر من ذلك مطالبتها بتعويضات عن الضرر المتسبب في تعطيل المشاريع، دون أن يكون لهذه الإجراءات الردعية أي تأثير للمؤسسات على سير المشاريع على اعتبار أن التنظيم الجديد يعطي الحق للهيئة الوصية في اختيار وتعيين مؤسسات بطريقة مباشرة للتكفل باستكمال الأشغال.