عملت منسقة الأخصائيين النفسانيين فاطمة الزهراء غزالي التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرج الكيفان خلال فترة الحجر الصحي الصعبة التي مر بها الجزائري رفقة الفريق العامل معها، عملت على التخفيف من وطأة القلق والاكتئاب والوسواس القهري الذي دخل فيه البعض بفعل الجائحة التي عصفت بالنفوس والبيوت، حيث استطاعت خلال تلك الفترة أن تثبت مهارة عالية في العلاج النفسي والتخفيف من حدة الضغط الجاثم على النفوس. "المساء" اختارتها نموذجا للعطاء والتميز، ونقلت لكم ما قدمته خلال الفترة العصيبة. تصف الأخصائية أيامها المهنية والإنسانية خلال فترة الحجر الصحي، قائلة: "لم تكن فترة الحجر الصحي سهلة على الجزائريين، لا سيما أصحاب النفوس الهشة؛ فقد لاحظنا انتكاستها منذ البداية؛ من خلال الدخول في نوبات الهلع والخوف التي انتابت المواطنين، والتي جعلتني كأخصائية نفسانية، أفكر في مساعدة هؤلاء الأشخاص، من خلال تشكيل خلية أزمة للإصغاء والدعم النفسي لمجابهة جائحة كورونا رفقة فريق من الأخصائيين النفسانيين؛ بهدف التكفل النفسي بالمواطنين. عملنا على مدار الأسبوع، حيث وضعنا خطوطنا الهاتفية في خدمة المواطن. كما شاركنا في عدة حصص إذاعية وتلفزيونية؛ للتحسيس من جهة، وتقريب الخدمة النفسية من المواطنين، عرضنا من خلالها طرق تخفيف الضغط والقلق، وكيفية التعامل مع الوباء ومع أفراد الأسرة. والحمد لله تمكنا من مساعدة كل حالة اتصلت بنا. وكنا نتدخل مع الحالات المعقدة التي تعاني من الخوف والهلع والوسواس القهري، والتي تحتاج إلى متابعة وعلاج نفسي". وتواصل الأخصائية غزالي قائلة: "خدماتنا لم تقتصر على مساعدة المرضى النفسيين فقط، بل تعدت إلى المستخدمين في قطاع الصحة، والأطفال من مرضى التوحد، الذين كان لهم النصيب الوافر من الخدمة، لا سيما أن هؤلاء الأطفال زادت حدة المرض عليهم خلال فترة الحجر الصحي، فعمدنا إلى توجيه أوليائهم، من خلال تقديم النصائح والبرامج العلاجية عن بعد، للتخفيف من حدة الحالة عندهم". وأوضحت غزالي أنها عمدت خلال الفترة العصيبة، إلى تقوية المناعة النفسية لدى كل المتصلين والمرضى الذين كانوا يطلبون الخدمات مع زرع الروح الإيجابية فيهم، ومرافقتهم نفسيا، مضيفة: "لم نبخل بالوقت ولا بالجهد؛ لأن هدفنا هو أن تمر هذه الأزمة بسلام. وهنا لا أنسى التنويه بالدور الذي لعبه المدير العام للمؤسسة نور الدين دويفي، والفريق العام بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، فقد قدّموا لنا كل الدعم والمساندة لإتمام هذه المهمة بنجاح، والتي كُللت في النهاية بفتح وحدة للمرافقة النفسية لأطفال التوحد".