يواجه ساكنة دوار السعايدية التابع إقليميا لبلدية الخروب بقسنطينة، عدة مشاكل ومتاعب باتت تؤرقهم وتزيد من معاناتهم اليومية، على غرار نقص التزويد بمياه الشرب، وغياب غاز المدينة وقنوات الصرف الصحي، وانعدام التهيئة في دشرتهم رغم إحصائها من قبل مصالح البلدية، كمنطقة ظل للتكفل بانشغالات سكانها؛ تنفيذا لقرارات رئيس الجمهورية. أثار سكان دشرة السعايدية التي تقع في حدود مدينة الخروب وصالح دراجي على بعد 5 كيلومترات من المقاطعة الإدارية علي منجلي، مشكل غياب مياه الشرب عن حنفياتهم، ومعاناتهم الدائمة بحثا عن كميات من هذه المادة الحيوية التي لا تكون دوما صالحة للاستهلاك، في ظل أزمة الجفاف التي تعرفها المياه الجوفية التي كانوا يعتمدون عليها في توفير متطلباتهم اليومية وسقي بساتينهم؛ حيث تساءل المشتكون عن سبب "لا مبالاة" المسؤولين في إيجاد حل لمشكلة مياه الشرب رغم وجود خزان مائي يبعد بحوالي 200 متر عن المنطقة، مؤكدين أن الحل الوحيد للتزويد بالمياه هو المنبع الوحيد، الذي يلجأون إليه والذي يعود إلى العهد الروماني. كما تأكد عدم صلاحيته للاستهلاك؛ الأمر الذي أجبرهم على الاعتماد على الصهاريج التي أثقلت كاهلهم، خاصة خلال الفترة الصيفية بالنظر إلى الحاجة الكبيرة لهذا المورد الحيوي. وأضاف قاطنو القرية التي يعود تاريخ ظهورها إلى سنة 1790 والتي تضم أزيد من 45 عائلة، أنهم يعانون متاعب غياب الربط بشبكة الصرف الصحي، حيث ذكروا أنهم يعتمدون على الحفر الأرضية والخنادق على مقربة من مساكنهم، وذلك ما يفضي، حسبهم، إلى الاختلال في التوازن البيئي، وانتشار الروائح الكريهة، والحشرات الضارة والقوارض، إلى جانب غياب قاعة للعلاج، توفر لهم أبسط الخدمات الصحية، خصوصا لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة في ظل العزلة المفروضة عليهم نتيجة النقص الفادح بخصوص سبل ووسائل النقل. وأضاف سكان السعايدية التي يصعب الولوج إليها بسبب اهتراء الطريق والمسالك كون موقعها خلف الطريق الوطني 79 على مسافة 4 كيلومترات، أضافوا أنهم يعانون الأمرين بسبب اهتراء الطرق، التي جعلتهم يعيشون عزلة حقيقية بسبب غياب النقل، مؤكدين أن الناقلين يرفضون الولوج إليها، ومشرين إلى أن حياتهم اليومية مرتبطة بالتنقل إلى بلدية الخروب أو المقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، سواء لقاصدي مختلف الهياكل الإدارية والخدماتية، أو لقضاء الاحتياجات المختلفة؛ كاقتناء المواد الغذائية، وباقي السلع والبضائع والخدمات؛ حيث يجابهون أزمة نقل حادة تعكّر صفوهم. وتحدّث المشتكون عن غياب الغاز، مؤكدين أنهم في رحلة بحث مضنية عن قارورات غاز البوتان، مشيرين إلى أن موقع الدشرة جعل ظروف سكانها معقدة مقارنة بالمشاتي والمداشر الأخرى بما أنها لا تظهر للعيان، ومنسية، حسبهم. وقد طالب السكان السلطات المحلية بالتجاوب مع انشغالاتهم المختلفة، ببرمجة مشاريع في أقرب الآجال لفك العزلة عنهم، وتوفير قاعة للعلاج وحافلات للنقل، ناهيك عن توسيع شبكة الربط بالكهرباء الريفية، وكذا الغاز الطبيعي ومياه الشرب، حيث هدد سكان هذه الدشرة بالنزوح نحو قرية قطار العيش، والسكن بأحد الأكواخ القصديرية، على غرار ما قام به العشرات من سكان المشاتي والمداشر المحاذية لهم، مرجعين السبب إلى الظروف القاسية التي يعيشونها. وقالوا رغم مرور السنوات مازالوا يستعملون الطرق البدائية، كالحمير من أجل التزود من المياه الصالحة للشرب، وجلب قارورات غاز البوتان.