أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد السعيد بركات أمس أن منع استيراد الأدوية المنتجة ملحيا قرار لا رجعة فيه، نافيا أن تكون شركات أجنبية قد تخلت عن الاستثمار في الجزائر بسبب هذا القرار، وكذب من جهة أخرى لجوء الحكومة الى استيراد 100 مليون قناع لمواجهة فيروس أنفلونزا الخنازير. وسئل الوزير أمس بمجلس الأمة على هامش مناقشة مخطط عمل الحكومة عن تطورات الصناعة الصيدلانية في الجزائر بعد القرار المتخذ شهر أكتوبر الماضي القاضي بمنع استيراد الأدوية محليا وإرغام المخابر وشركات الاستيراد بإقامة مشاريع استثمارية سنة بعد النشاط في السوق الوطنية فقال أن تلك الشركات لم تتخل عن السوق الوطنية بل على العكس من ذلك استغل الكثير منها المناخ الايجابي المتوفر للشروع في إنشاء شركات إنتاج، مشيرا إلى أن عدد المؤسسات العاملة في هذا الحقل يقارب 180 مستوردا ومصنعا. وذكر في هذا السياق بأن السوق الجزائرية مفتوحة للجميع وأن الحكومة عازمة على المضي في تطبيق كل التدابير المتخذة سابقا ولن تتراجع عن تنفيذها لأنها ترمي إلى الحفاظ على المصالح الوطنية. وكانت الحكومة أصدرت شهر أكتوبر 2008 مرسوما تنفيذيا يهدف الى تنظيم سوق الدواء في الجزائر وإيقاف التنامي الكبير لاستيراد الأدوية بعد تسجيل أرقام قياسية في قيمة الاستيراد تجاوزت أكثر من مليار دولار، وأرغمت المخابر وشركات الاستيراد بإقامة مشاريع إنتاج في الجزائر بعد مرور عام من النشاط في السوق الوطنية. وفي هذا السياق أوضح السيد بركات أن السوق الجزائرية مفتوحة للجميع، والسلطات العمومية مستعدة للتفاوض مع أي متعامل أجنبي كان، مع تمكين المتعامل الوطني من نفس الإمكانيات والامتيازات والتحفيزات التي تنمي القدرات الوطنية فيما يخص الصناعة الصيدلانية. وحول سقف الأدوية الممنوعة من الاستيراد التي ستتوقف عنده وزارة الصحة باعتبار انه الى غاية اليوم تم منع استيراد أكثر من 400 نوع وفق قرارين وزاريين صدرا منذ ثمانية أشهر الماضية، اكد السيد بركات أن القرار لن يتم إعادة النظر فيه وان القائمة سيتم توسيعها بناء على أنواع الدواء التي سيتم إنتاجها محليا. ومن جهة أخرى نفى الوزير ما أوردته تقارير إعلامية تحدثت عن تلقي الوزارة للضوء الأخضر لاقتناء 100 مليون قناع لمواجهة احتمال انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في الجزائر. وأوضح أن إجراءات الوقاية من انتشار هذا الوباء اتخذت منذ ظهوره قبل أسابيع وأن الإجراءات المتخذة حاليا كفيلة بالتصدي لاحتمال انتقال الفيروس إلى الجزائر. وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن اعتزام الجزائر شراء 100 مليون قناع تضاف إلى 6.5 مليون تم اقتناؤها في وقت سابق لمواجهة أي احتمال لانتقال فيروس"اش1ان1" إلى الجزائر.