تؤكّد تقارير منظمة الأممالمتحدة للسيدا أن هذا الأخير وباء خطير يتربص بأطفال العالم نظرا للمعطيات التي تقول أن طفلا من بين كل ستة أطفال يموت بسبب السيدا وأن فيروس فقدان المناعة يصيب طفلا من بين كل سبعة أطفال ممن تقل أعمارهم عن 15 سنة·· كما أنّه في كل دقيقة يموت طفل يقل عمره عن 15 سنة بسبب أمراض ترتبط بالإصابة بالسيدا· ورغم البرامج المسطرة على الصعيد العالمي للقضاء على الفقر والمجاعة وضمان تعليم الأطفال فضلا عن تخفيض نسبة الوفيات في وسطهم وتحسين التكفل الصحي بالأمهات، إلا أن وضعية الأطفال الصحية لم تتحسن كثيرا بالنظر إلى الأرقام التي تكشف عن تسجيل حوالي1800 إصابة جديدة يوميا يفيروس فقدان المناعة وسط الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15سنة، حيث ينتقل الفيروس إليهم عن طريق الأم· لم يستثن الإيدز أي بلد حيث ينتشر في البلدان الفقيرة كما يوجد في البلدان الغنية، إذ أصاب ملايين الأطفال والشباب، ففي آسيا الجنوبية والشرقية نجد أن نسبة كبيرة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15سنة يعيشون بمرض السيدا وفي نفس الوقت يشهد هذا الوباء إنتشارا سريعا في أوروبا وآسيا الوسطى· وتبين لغة الأرقام أن 35% من الأطفال الذين أنجبتهم أمهات حاملات لفيروس فقدان المناعة أصيبوا بهذا الأخير، وإلى جانب ذلك فإن نسبة الأطفال المصابين بالفيروس في أمريكا الشمالية وأوروبا تتراوح ما بين 1% و2% وتشير التقديرات بالمقابل إلى أن حوالي 300 ألف طفل أقل من خمس سنوات، يموتون سنويا بسبب أمراض مرتبطة بداء السيدا· كما أن حوالي 15 مليون طفل تيتّموا بسبب إصابة أوليائهم بهذا المرض، يوجد أكثر من 12مليون طفل منهم في إفريقيا شبه الصحراوية· وتعكس هذه الأرقام حقيقة مفادها أن الأطفال المصابين بالسيدا لا يتلقّون رعاية صحية كافية ما يحول دون الحد من نسبة الوفيات في وسطهم· والملفت في الأمر أيضا هو أنه بعد مرورأكثر من 20 سنة من ظهور هذا الوباء، أظهرت التحقيقات أن معظم الشباب لديه معلومات غير كافية عن مرض السّيدا وطرق انتقاله· وفي الوقت الذي يشهد فيه هذا الوباء ارتفاعا مستمرا، تزداد نفقات العلاج والوقاية، حيث فاقت نفقات برامج الوقاية في الدول ضعيفة ومتوسطة الدخل 300 مليون دولار سنة 1996 لتصل إلى6.1 مليار دولار سنة 2004· علما أن عدد الأفراد الذين يعالجون بسبب السيدا تضاعف ثلاث مرات خلال سنتي 2004 و2005 في إفريقيا· ليبقى الأكيد هو أن المجهودات المبذولة في إطار برنامج الألفية الثالثة لتحقيق التنمية المستدامة ترتبط بتظافر جهود كل الأطراف المكلفة بمكافحة السيداحتى لا يموت الأطفال أجيال المستقبل بسبب هذا الوباء الخطير·