طغى الشعور ب"التفاؤل" على تصريحات الموفد الأممي الخاص إلى منطقة الصحراء الغربية كريستوفر روس في لهجة غير معهودة خلال تواجده في الجزائر كما في مخيمات اللاجئين في ثاني جولة يقوم بها إلى المنطقة منذ توليه مهامه شهر فيفري.التقى كريستوفر روس أول أمس بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالرئيس محمد عبد العزيز الذي استعرض معه آخر مستجدات ملف النزاع في الصحراء الغربية ومدى رغبة واستعداد جبهة البوليزاريو التوصل إلى تسوية لهذا النزاع الذي دخل عامه الرابع والثلاثين. وانتهى روس بعد هذا اللقاء إلى إبداء تفاؤله بإمكانية إعادة بعث المفاوضات الخاصة بتسوية هذا النزاع، وقال أن محادثاته مع الرئيس الصحراوي "تناولت مختلف جوانب النزاع وتباحثنا وسيلة تحقيق تقدم على طريق التسوية في اقرب الآجال وأنا متفائل بخصوص إمكانية القيام بأول خطوة باتجاه الحل دون تأخير". ولم يلق الموفد الأممي الخاص إلى المنطقة لدى المسؤولين الصحراويين سوى إرادة التعاون لمساعدته على إتمام مهمته وهو الموقف الذي عبر عنه محمد خداد منسق جبهة البوليزاريو مع بعثة "المينورسو" في الصحراء الغربية للدبلوماسي الأمريكي الذي عبر له عن استعداده للتعاون معه بحسن نية من اجل تمكينه من تجسيد بنود اللائحة الأممية 1871 التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي نهاية شهر افريل الماضي. واستقبل الموفد الاممي من رئيس الوفد الصحراوي المفاوض محفوظ علي بايبا قبل عقده للقاء مع الرئيس محمد عبد العزيز. وجاءت تصريحات الموفد الاممي "المتفائلة" بعد تصريحات مماثلة أدلى بها في أول محطة له في المنطقة بعد لقائه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة في إطار هذه اللائحة. وحل الموفد الاممي الخاص أمس بالعاصمة الموريتانية نواقشوط حيث ينتظر أن يلتقي بمسؤولي هذا البلد في أول زيارة له إلى نواقشوط بعد أن تفادى التوجه إليها في أول جولة إلى المنطقة شهر فيفري الأخير بسبب التطورات السياسية التي عرفها هذا البلد قبل أن يتوجه مساء اليوم إلى العاصمة المغربية الرباط حيث سيلتقي بالملك محمد السادس. يذكر أن كريستوفر روس كان قام بأول زيارة إلى المنطقة في فيفري الماضي والتي أكد في نهايتها باستحالة مواصلة مفاوضات مانهاست في جولتها الخامسة بسبب التباعد القائم في مواقف طرفي النزاع. يذكر أن اللائحة 1871 التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي بالأغلبية المطلقة أكدت على ضرورة دخول طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة وبحسن نية بهدف التوصل إلى اتفاق لتسوية النزاع يراعي خيار استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. من جهة أخرى دعت لجنة ال24 الخاصة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة إلى تصفية الاستعمار في الصحراء الغربيةالمحتلة من طرف المغرب منذ سنة 1975. وشددت اللجنة على "المسؤولية تجاه حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير بعد أن تبنت كافة اللوائح السابقة التي صادقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية" استنادا لتقرير لجنة ال24 الذي سيعرض على الجمعية العامة في شهر سبتمبر المقبل. وللتذكير تعد لجنة ال24 الخاصة هيئة تابعة للأمم المتحدة مكلفة بمتابعة تطبيق الإعلان الخاص بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. وأكد ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة احمد بوخاري انه بهذا التأكيد تصحح اللجنة بالرغم من معارضة المغرب ثغرة في مواقفها السابقة". وأضاف أن اللجنة "تعبر أيضا عن تأييدها للوائح مجلس الأمن التي تطالب الطرفين بفتح مفاوضات مباشرة للتوصل إلى حل عادل وسلمي يضمن حق الصحراويين في تقرير المصير والاستقلال". كما أشار إلى أن "الهيئة الأممية أكدت على أهمية احترام حقوق الإنسان في كافة مسارات تصفية الاستعمار المدرجة في جدول أعمال اللجنة".