تستعد العديد من الوكالات السياحية الجزائرية هذه الأيام، من أجل إطلاق عروضها الترويجية للسياحة الصحراوية، تحضيرا لاحتفالات رأس السنة، هذه الوجهة التي باتت قبلة الكثير من عشاق الصحراء الخلابة، من جزائريين وحتى أجانب، بفضل ميزاتها الخاصة التي تجعلها تتصدر قائمة أحسن الوجهات الشتوية بامتياز، نظرا لمناخها المعتدل وجوها المنعش وجمالها الساحر. تعددت العروض التي تحضر لها الوكالات قبل موعدها، وأحسنت الترويج لها، لاسيما بفضل منازل الضيافة التي تشبه الفنادق الصغيرة، لاستقبال واستيعاب السياح في أجواء تقليدية، تتماشى وميزة الصحراء، وتنوعت هذه السنة، حسبما وقفت عليه "المساء"، خلال تجوالها بالصالون الدولي للسياحة والأسفار، المقام بقصر المعارض، الوجهات الصحراوية لتمضية عطلة رأس السنة الميلادية، فبعد نجاح احتفالية المولد النبوي الشريف، قبل أيام، ها هي عروض رأس السنة تحضر في شكل جولات تنافسية من وكالة لأخرى. في هذا الصدد، حدثنا مولود قاسمي، صاحب وكالة سياحة وأسفار بالعاصمة، قائلا: "لقد تعدد الطلب على الوجهة الصحراوية، لاسيما في ظل ارتفاع أسعار الوجهات الأجنبية، الأمر الذي ساعد كثيرا على التوجه نحو السياحة المحلية التي لا تقل متعة وجمالا من وجهات أجنبية، خصوصا بعد أن اكتشفها السائح الجزائري وكذا الأجنبي". أرجع المتحدث الفضل في الترويج للوجهات المحلية، لمواقع التواصل الاجتماعي، التي ساهمت بشكل كبير في التعريف بالكثير من الوجهات المحلية، خاصة الصحراء الجزائرية، التي تعد من أجمل صحاري العالم، لديكورها الرائع والتاريخ الذي تحمله أحضان تلك الطبيعة، التي تثير فضول المغامرين وعشاق الاستكشاف. من جهتها، أوضحت منال زغبير، مديرة وكالة أسفار بقسنطينة، أن عروض نهاية رأس السنة، ترتكز خاصة على الصحراء الجزائرية، وفق متطلبات الزبائن، خاصة الشباب والمتزوجين حديثا، الذين يبحثون عن تمضية عطلة رأس السنة في أحضان الطبيعة الصحراوية، بديكور وأجواء تقليدية وفولكلورية تخرج عن العادة، وعن كلاسيكية باقي السفريات. وعن تكاليف تلك العروض، أوضحت المتحدثة، أنها لا تزال في طور التفاوض مع الفنادق ودور الضيافة بالصحراء، مشيرة إلى أن الوكالات تسعى من خلال صالون السياحة الذي احتضنه قصر المعرض مؤخرا، إلى التفاوض مع وكالات الجنوب، من أجل تحقيق أحسن توليفة بأقل تكلفة، خاصة أنها عطل قصيرة الإقامة. من جهته، قال لطفي حسناوي، صاحب وكالة سياحة في ولاية وهران، أن عروض السنة سوف تكون فسيفسائية بفضل عدد دور الضيافة التي تم إنشاؤها، واستحداث بعضها، والتي تساهم في ضمان تكلفة منخفضة للرحلة، خاصة أن تكاليف الإقامة فيها غير باهظة، لاسيما أن سعر التذاكر قد يرتفع في هذا الموسم، على غرار تذكرة جانت أو تمنراست أو أدرار. أكد حسناوي، أن التكاليف سوف تتراوح بين 25 و40 ألف دينار، وفق الوجهة والفندق وكذا تكلفة تذكرة الطيران، مشيرا إلى أن الوكالات لا تزال تستعد وتتفاوض مع وكالات الجنوب، لتحقيق أحسن تكلفة للسائح الذي أصبح بطبعة متطلبا جدا، وارتقى ذوقه من حيث نوعية الخدمات المقدمة وتنوع البرنامج الذي يضمن نقل وإقامة وجولات وأكل، إلى جانب أنشطة وعروض ترفيهية. من جانبها، اردفت سماح برنوسي، المديرة التجارية لوكالة سياحة وأسفار بعنابة، أنه على خلاف السنوات الماضية، فإن التوجه لقضاء رأس السنة الميلادية في بعض مناطق البلاد، صار يتزايد أكثر فأكثر، خاصة الولايات الجنوبية، مثل بوسعادة وغرداية وتاغيت وبني عباس وتيميمون وجانت وتمنراست، مؤكدة أن الطلب يتزايد عليها كذاك من طرف الأجانب، داعية في هذا الصدد، إلى ضرورة وجود إرادة سياسية للنهضة بهذا القطاع، من أجل توسيع البنية التحتية في تلك المناطق والاهتمام بها .