أعرب أمس السيد أودية محمد زين الدين رئيس الاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة عن ارتياحه للقاء الذي جمع ممثلي الاتحادية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بممثلي الوزارة الوصية، واصفا الاجتماع بالجدي لما لمسه من الاهتمام الذي أولاه وزير القطاع السيد عمار تو، للقاء من خلال تفويض الأمين العام للاستماع إلى انشغالات أصحاب المهنة ودراسة أهم المشاكل التي تتسبب في ارتفاع حوادث المرور. وقال السيد أودية في تصريح خص به "المساء"، أن الاجتماع الثالث الذي عقد أول أمس بمقر وزارة النقل، يعد خطوة ايجابية نحو التكفل الحقيقي بمخاطر ما أصبح يسمى اليوم بإرهاب الطرقات التي تتسبب يوميا في عدد كبير من الوفيات والمعوقين، مشيرا إلى أن الوزارة رحبت بمشروع استحداث لجنة تقنية وطنية تضم ممثلين عن وزارة النقل والاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة، إضافة إلى الدرك والأمن الوطنيين والحماية المدنية وممثل عن وزارة الأشغال العمومية تعكف على البحث عن الحلول لكل المشاكل التي كانت ومازالت سببا في ارتفاع حوادث المرور، كما يكون لها دور في تطبيق الإجراءات الجديدة المتخذة من طرف الوزارة الوصية. وأكد المتحدث أن الأمين العام كشف خلال الاجتماع أن قطاع النقل وبالتحديد مدارس السياقة، ستتدعم ب71 مركز امتحان، 32 منها انجزت و39 في طور الانجاز، وهي كلها مجهزة بأحدث المعايير المهنية، وتتشكل المراكز من أقسام للامتحان تكون الإجابة فيها عبر وسائط الإعلام الآلي، فضلا عن مضامير لتعلم السياقة وإجراء المناورات واجتياز الامتحان فيها، وأشار المتحدث إلى أنه يجب أن تتوفر كل دائرة على مضمار، ويرتقب أن تحظى ولاية الجزائر مثلا ب13 مضمارا بحكم أنها تتشكل من 13 دائرة، وبها حوالي 400 مدرسة سياقة. وبشأن نقص عدد الممتحنين فقد طالبت الاتحادية من جديد بتوفير عدد يناسب عدد المترشحين، وقال أودية أن الوزارة ستشرف قريبا على تخرج 93 ممتحنا من معهد تكوين الممتحنين بباتنة، كما أكد المتحدث أن النقص الكبير في عدد الممتحنين يسبب بالضرورة سوء الظروف التي يمر بها المترشح خلال كل امتحان، مضيفا أن ولاية تيزي وزو على سبيل الذكر تتوفر على ستة ممتحنين بمجموع 265 مترشحا، حيث يأمل أن تزود الولاية بعدد آخر من الممتحنين لأن عددا كبيرا منهم يلجأون الى ولاية بجاية لاجتياز الامتحانات في موعدها وتجنب الانتظار طويلا. ونقل ممثلو الاتحاد شكوى مسيري مدارس تعليم السياقة فيما يتعلق بإصرار مسؤولي مديرية حركة المرور بوزارة النقل على تطبيق التعليمة التي تمنع الممتحن من مرافقة المترشح أثناء اجتياز امتحان المناورات، وذكر ممثل مدارس السياقة بأهم التحفظات التي تقدمت بها اللجنة، والمتمثلة بالخصوص في عدم الرضى بالتعديلات الجديدة الخاصة بامتحان المناورة التي تنص على أن يقود المترشح المركبة وحده دون وجود الممتحن، مما يعرض الأشخاص لحوادث المرور، مطالبا بضرورة تغيير النص المتعلق بجعل مساحة مضمار المناورة الخاص بامتحانات الوزن الثقيل مبنية على 50 مترا طولا و7 أمتار عرضا، وهو المطلب الذي لا يتماشى مع الإمكانيات المقدمة لأصحاب مدارس السياقة. وفي هذا الشأن قدم ممثلو المسيّرين اقتراحات من شأنها معالجة المشكل دون اللجوء إلى تضييق الخناق على أصحاب المدارس، ومن جهته قال أودية إن فرض تعليمة مثل هذه يجب أن يقابله إجراءات عملية استعجالية تتمثل بصفة أساسية في تهيئة المضمار الذي يستعمل لتدريب المتربصين وامتحانهم، وأنه لابد من إلغاء الترشح الحر للحصول على رخصة السياقة الخاصة بسائقي مركبات الوزن الثقيل، مشيرا إلى أن الإحصائيات تبين أن 70 بالمائة من المترشحين يتسببون في حوادث كثيرة. وسجلت الاتحادية تحفظا آخر لدى ممثلي الوزارة في قضية تحديد مدة شهر كامل بين كل امتحان وآخر، حيث اعتبرته فرصة لترويج الرشوة وشراء رخص السياقة وعلى وجه الخصوص بالنسبة للراسبين في الامتحان، مؤكدا أن الراسبين في الامتحان يمكن استدراك أخطائهم خلال مدة قصيرة لتمكينهم من النجاح في الامتحان الثاني في ظرف أسبوع على أكبر تقدير، وبهذا الشكل يكون قد ساهم تعديل البرنامج الوطني في الحد من ظاهرة الرشوة. وقال رئيس الاتحادية، أن كل الانشغالات والاقتراحات تم الاستماع إليها، ووعد برفعها إلى السيد الوزير فور عودته يوم السبت القادم من عطلته، وفي اتجاه آخر طمأنت الوزارة الوصية الاتحاد بإعطاء تعليمات صارمة لمدراء النقل للتكفل الحسن بانشغالات الاتحاديات الولائية لمدارس السياقة وإشراكهم في معالجة المشاكل التي تواجه أصحاب المهنة، وفتح مجال الاتصال والإعلام وفق التعليمات الجديدة الصادرة عن الوزارة وتعميم المعلومة على مدارس السياقة.