تحتضن قرية جوا ببجاية ابتداء من اليوم وإلى غاية الحادي عشر من الشهر الجاري، مهرجانها الثقافي الأول حيث سطرت العديد من الأنشطة المختلفة الثقافية والاجتماعية التي تعرّف بعراقة المنطقة. ويهدف هذا المهرجان الثقافي الأول من نوعه في المنطقة والذي تنظمه الجمعية الثقافية جوا، إلى تسليط الضوء على الأوجه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية للمنطقة التي تطل على خليج مدينة بجاية الساحلية، وكذا إبراز عادات وتقاليد أبناء "يمّا جوا"، كما تصبو الجمعية المعنية إلى إعادة تهيئة القرى الصغيرة التي تكاد تنعدم فيها مظاهر الحياة ومستحقاتها. وفي هذا السياق تصنف قرية جوا ضمن المداشر التي دمرها الاستعمار الفرنسي حيث قام بترحيل سكانها سنة 1958 وحولها إلى منطقة ممنوعة ولكن الحياة أبت أن تغادر المنطقة بفضل رجالها ونسائها الأشداء، وسيكون هذا المهرجان مناسبة لجوا لتنظيم عرسها الكبير الذي طالما انتظرته بفارغ الصبر وستدعو فيه القرى المجاورة لمشاركتها هذه الفرحة ولا يكتمل هذا العرس من دون وعدة كبيرة تضم أطباقا شعبية التي تشتهر بها المنطقة وفي مقدمتها الكسكسي. وسيتم أيضا بالمناسبة عرض منتوجات الحرفيين القادمين من مختلف ربوع الوطن والتي تتمثل في الأواني الفخارية وحلي الفضة، لتكون هذه التظاهرة فرصة إضافية في عرض تحف صنعت بأنامل فنية رقيقة لتثبت وتؤكد عمق التراث الجزائري وتنوعه وستعرض أمام الجمهور الذي سيأتي حتما بوفرة في هذه الفعاليات. بالمقابل سيحيي مطربون مرموقون سهرات مهرجان جوا وفي مقدمتهم جمال علام ومليكة دومران وطيب إبراهيم وأسماء فنية أخرى في طبوع فنية مختلفة ستكون على موعد مع الجمهور وستضفي على ليالي منطقة "جوا"، جوا معبقا بالموسيقى الحالمة وأخرى صاخبة علاوة على الكلمات الجميلة التي تتناول شتى المواضيع وفي مقدمتها الحب الذي لم ينضب أبدا ولو في عز الحرب التحريرية التي أجبرت سكان هذه القرية على الرحيل ومن ثم العودة مع عودة الاستقلال إلى الأرض الطبية الحرة. وفي إطار آخر تنظم في فعاليات الطبعة الأولى للمهرجان الثقافي"جوا"، ندوات ومحاضرات تصبو إلى التعريف ب"جوا" بمشاركة أبناء المنطقة إلى جانب أساتذة مختصين، بالإضافة إلى أمسيات شعرية تحييها الجدات حافظات الذاكرة الجماعية وناقلات التراث الشفوي المتداول عبر الأجيال. جوا المنطقة الساحرة والقرية الجذابة سعيدة بتنظيم أول مهرجان لها وفرحة باستقبال ضيوفها، مرحبة بكل من يطأ بقدميه أرضها الخيّرة، كيف لا وهي التي كافحت المحتل برجالها ونسائها إلى درجة ترحيل سكانها منها. جوا الجميلة والتي تقع بأحد الجبال المطلة على أجمل خليج ببجايةالمدينة الساحلية، ستستعيد بمهرجانها هذا بريقها الذي خفت في أيام الاحتلال، ويعود اليوم بكل قوة ليؤكد جسارة الجزائريين المعروفة. جوا الكريمة لم تشأ أن تحتفل لوحدها بعيدها فقدمت دعوات لضيوفها الذين بدورهم قدموا بهدايا خلاصة مواهبهم المتنوعة والمختلفة والتي تصب جميعها في قالب واحد ألا وهو الثقافة الجزائرية.