نفى جورج ميتشل المبعوث الأمريكي الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط أن يكون قد سوى الخلاف القائم بين إدارة بلاده وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بخصوص مواصلة سياسة الاستيطان التي حالت دون استئناف مسار مفاوضات السلام. ولم يحدد الموفد الأمريكي إلى المنطقة طبيعة النقاط الخلافية ومبررات إسرائيل في تمسكها بموقفها الرافض واكتفى بالقول أن الأمر يتطلب المزيد من الجهد. ونفى ميتشل بعد اللقاء الذي جمعه بالرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز مضامين كل التقارير التي أشارت إلى أن الخلاف قد تم حله وأكد أن ذلك أمر "سابق لأوانه". ولكنه أبقى على الأمل لمواصلة التحركات الدبلوماسية في اقرب وقت ممكن من اجل إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان الذي يطالب الرئيس الأمريكي بتجميده بعد أن كان يطالب بوقفه بصورة نهائية. ويتأكد وفق المعطيات الأخيرة أن آمال الولاياتالمتحدة في رؤية إسرائيل تلبي مطلبها أصبحت في خانة المستحيل ليس فقط إذا أخذنا بعين الاعتبار تصريحات مختلف المسؤولين في إدارة الاحتلال ولكن بما هو حاصل على ارض الواقع في الضفة الغربيةوالقدس الشريف. ولم يتأخر الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس على تأكيد رفض أي قرار لتجميد نهائي لعمليات الاستيطان في الضفة الغربية مباشرة بعد انتهاء لقاء جمعه بالرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة. واستبق نتانياهو بمثل هذا الموقف اللقاء الذي سيجمعه اليوم بالمبعوث الأمريكي جورج ميتشل في القدسالمحتلة في تأكيد واضح انه لن يقبل بتجميد الاستيطان. وقال أمام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكينيست الإسرائيلي أن الفلسطينيين ينتظرون تجميدا كليا للاستيطان ومن الواضح الآن أن ذلك لن يحدث أبدا. وقد أراد الوزير الأول الإسرائيلي إمساك "العصا من الوسط" عندما أكد انه يريد تفعيل عملية السلام ولكن أيضا ضمان حياة عادية وهادئة للمستوطنين اليهود في الضفة الغربية وذهب إلى ابعد من ذلك عندما أكد أن العملية تبقى عادية في مدينة القدسالمحتلة على اعتبار أنها ليست مستوطنة في تلميح واضح على أن المدينة المقدسة عند العرب والمسلمين تبقى خارج إطار المفاوضات وفق منطق المتطرفين اليهود على أنها العاصمة الأبدية غير القابلة للتقسيم للدولة اليهودية. وفي ظل حالة الانسداد التي تصر إسرائيل على بقائها طالبت السلطة الفلسطينية من اللجنة الرباعية الدولية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية بممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل لتضع حدا لسياسة تكريس الاستيطان. وأعربت الحكومة الفلسطينية في اجتماعها الأسبوعي بمدنية رام الله أمس عن "اهتمامها" بزيارة المبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشل ولقاءاته المرتقبة مع القيادة الفلسطينية. كما أعربت عن أملها في أن تكلل الجهود الدبلوماسية المبذولة في المدة الأخيرة في المنطقة بالنجاح تمهيدا لاستئناف المفاوضات و تلبية كافة متطلباتها بالوقف الشامل للاستيطان بما في ذلك ما يسمى بالنمو الطبيعي وإزالة البؤر الاستيطانية ورفع الحصار المفروض على الفلسطينيين في قطاع غزة.