العفو الشامل، التجربة الجزائرية في محاربة الإرهاب، السلم والمصالحة الوطنية، مدى الاستفادة من التجربة الجزائرية على المستوى العربي وأمور أخرى كانت محور حديثنا مع السيد ابراهيم جعفر السوري مدير إدارة التنمية في الجامعة العربية.. - المساء : أقر اجتماع الدورة ال54 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب عقد المؤتمر الدولي حول أثر الإرهاب على التنمية في بداية السنة المقبلة، كيف تصفون هذا المؤتمر الذي يبرز التجربة الجزائرية المتميزة في هذا المجال؟ * ابراهيم السوري: نعم، إنه المشروع الكبير الذي نحضر له في الوقت الراهن ويحمل اسم المؤتمر الدولي حول أثر الإرهاب على التنمية والتماسك الاجتماعي والمصالحة الوطنية، والذي سينعقد في مطلع السنة المقبلة وفي شهر جانفي بالضبط بالجزائر وقد جاء بمبادرة من الدكتور ولد عباس وتم إقراره في اجتماع الدورة ال54 للمكتب التنفيذي لمجلس الشؤون الاجتماعية العرب، فالتجربة الجزائرية لها أثرها على المستويين الاقليمي والدولي، ونجاحاتها الكثيرة وعلى رأسها ميثاق المصالحة الوطنية خبرة مميزة يمكن أن تسترشد بها الدول العربية والافريقية. - كيف تصفون هذه الخبرة؟ * في قضية المصالحة الوطنية نرى أن الجزائر أرست مبادئ السلم الأهلي والوئام الوطني، وبالتالي ما أحرزته الجزائر مثار تقدير من كافة الشعوب العربية، حيث يمكن الاستفادة من المبادئ التي أرستها، إذ يمكن الاسترشاد بها في الدول العربية والافريقية التي تعيش وضعا مشابها على غرار نيجيريا، اليمن، دارفور والحروب الطائفية في لبنان، هناك خبرة مختزنة يمكن دراستها والاستفادة منها واستيحاء برامج مماثلة لإدماج الفئات التي شذت وخرجت عن النسيج الإجتماعي واتخذت مواقف بالعنف. - هناك مشروع آخر.. إنه باب العفو الشامل الذي سيفتحه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، مارأيكم في هذه الخطوة؟ * خطوة العفو الشامل تؤكد التفاعل الاجتماعي ومدى حيوية المجتمع وقدرته على التواصل، فهي خطوة متقدمة وتأكيد على ارساء مبدأ التسامح وتعزيز المصالحة والسماح للمجموعات الشاذة بالعودة لحضن المجتمع الذي يسامح أبناءه، وهذا أيضا مثال رائع يمكن أن تقتدي به البلدان الأخرى. - برأيكم ما هي أهم المحاور والنقاط التي سيتم التطرق إليها في المؤتمر الدولي لأثر الارهاب على التنمية والتماسك الإجتماعي؟ * نحن الآن بصدد التحضير للمؤتمر الكبير، وسيتم الإجتماع في عدة دول لإكمال هذه التحضيرات، لكن الأمر الهام الذي أشير إليه أننا لا نبحث في ظاهرة الارهاب وبعدها الأمني فحسب، بل سنواصل البحث في آثار العنف، وكيفية تمكين الدول النامية من تحقيق التقدم الإجتماعي، وكيفية ارساء قواعد الاستقرار المجتمعي - هل ستكون المشاركة في المؤتمر حصرا على الدول العربية فقط؟ * ابراهيم السوري: لا، ستكون هناك 10 دول من أمريكا الجنوبية حاضرة وكذا دول افريقية، إنه موضوع يعنى بقواعد الاستقرار المجتمعي ويخص كل المجتمعات. - كيف وجدت الجزائر في زيارتك هذه؟ * صراحة أنا دائم التردد عليها ولدي أعمال كثيرة مع وزارة التضامن الوطني في مختلف المجالات والقضايا ونحن نلمس دوما التقدم الذي تحرزه خاصة في مجال التنمية الاجتماعية التي تلقى رعاية وعناية خاصة من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خصوصا أن 30 ? تقريبا من الناتج المحلي الإجمالي موجه لخدمة مجالات التنمية الاجتماعية التي أحرزت فيه تقدما إلى جانب التقدم في مجالات أخرى، وبالتالي ما أحرزته الجزائر موضع تقدير من كافة الشعوب العربية.