التطور في التطبيقات الخاصة بالكتاب والدعائم الرقمية وتأثير تطور تكنولوجيا وسائل الإعلام والاتصال، على النشاط الثقافي وتفعيل فضاءات الميدياتيك وتقريبها من المواطن، هي مواضيع تناولها اضافة الى مواضيع أخرى اليوم الدراسي الثقافة وتكنولوجيات وسائل الاعلام والاتصال الذي نظمته أمس مؤسسة فنون وثقافة بمسرح الهواء الطلق تحت شعار ما مدى التقارب الثقافي مقارنة بتقنيات تكنولوجيات الاعلام· ونشّط هذا اليوم الدراسي أساتذة من الجزائر وفرنسا، والبداية كانت بمداخلة الامتلاك الثقافي لتكنولوجيات الاعلام والانترنيت للفيلسوف والمختص في تكنولوجيات الكتابة، الأستاذ ألان جيفار، الذي تناول علاقة الثقافة بتكنولوجيا الاعلام والاتصال، حيث ذكر أن الاعلام الآلي ظهر سنوات الأربعينات وكان يمثل منتوجا علميا تقتصر علاقته بالثقافة في ظاهرة الاعلام الآلي للراغبين في ذلك، هذا الأمر أضاف المتحدث تطور في أواخر الستينات حيث حدث تقارب بين الثقافة والعالم الرقمي عبر ظهور برامج جديدة كمعالجة النصوص ووسائل حديثة كالأسطوانات، وبالتالي ظهور لغة جديدة بين الانسان والآلة وبزوغ ظاهرة أخرى وهي مكافحة الفجوة الرقمية بين مختلف الدول، لتشكل سنة 1989 قفزة نوعية في هذا المجال بنشوء الواب وهو نظام الترابط بين النصوص في الانترنيت، الذي أحدث ما يسمى القراءة الرقمية· وأكد جيفار على ضرورة تكييف وملاءمة النظام الرقمي حسب احتياجات ومتطلبات الجمهور وليس العكس، كما أن فضاءات الانترنيت لا تهدف فقط الى التعريف بالعالم الرقمي بل بمساعدة محبيه على تعلم أبجدياته علاوة على أن استعمالات الأنترنيت تختلف من بلد إلى آخر· جيفار توقف أيضا عند نقطة مهمة جدا تتمثل في اقتصاد من نوع جديد اصبحت له مكانة معتبرة في العلاقات الاقتصادية العالمية وهو الاقتصاد الثقافي وقدم مثالا على ذلك العملاق غوغل الذي بدأ في الأصل كمكتبة عالمية ليتحول الى مؤسسة ضخمة، توضع في صفحاتها مختلف الاعلانات· من جهته، تطرق الدكتور في الاعلام والاتصال ومدير الفضاء الثقافي ميلتمديا زينك، أو سي،أم بمرسيليا، الأستاذ ايمانويل فارجاس، الى تجربة الفضاء الذي يسيّره في عالم الميلتمديا، وكذلك الى نشاط الجماعات المحلية في هذا الاطار·واعتبر فارجاس أن الانترنيت يمكنه من التحدث أينما يكون بالاضافة الى قدرته على التعريف وبناء شخصيته وثقافته، مضيفا أنه بالرغم من أن استعمال التكنولوجيا في الاعلام والاتصال مسألة فردية وخصوصية الا أن ذلك سيتوجب تأسيس علاقات وطيدة بين الأشخاص في هذا العالم المعقد· وفي هذا السياق، طالب المتحدث بتكوين منشطين أكفاء وحيويين في الفضاءات الثقافية الميلتمديا، والاعتماد على الفنانين لجعل من هذه الأمكنة، فضاءات تربوية علاوة على كونها ثقافية، وفي الأخير تحسيس الجماعات المحلية بأهمية تأسيس العلاقة بين الفعل الثقافي والرقمي· إيمانويل فيرجاس أكد أيضا على ضرورة استعمال الآلة في خدمة الثقافة، وعدم الشعور بالخوف عندما نتعامل أول مرة مع آلة جديدة، أما عن أهمية التعامل مع التكنولوجيات الحديثة فأرجعها الى مدى مسؤولية الجميع في الوقت الراهن في اعداد جيل جديد سيغرق حتما في التكنولوجية والميلتمديا· أما الباحثة والأستاذة الاجتماعية شريفة حجيج، فقد تناولت أهمية أن ندرس إقبال المواطنين على الأنترنيت بمنظار اجتماعي، فالعلاقة بين فضاء الانترنيت وأفراد المجتمع مهمة جدا بالاضافة إلى اهتمام المواطن بأولويات بعيدة جدا عن التكنولوجية كتوفير القوت اليومي·للإشارة سيتم ابتداء من اليوم فتح ورشة عمل حول استعمال تكنولوجيا الاعلام والاتصال في فضاءات مؤسسة "فنون وثقافة"·