أكد مسؤولون جزائريون وروس بموسكو أن الجزائر وروسيا تتقاسمان نفس التصور في مجال تقييم التهديد الذي يمثله الإرهاب العابر للأوطان والجريمة المنظمة العابرة للأوطان. وخلال انعقاد الدورة ال4 للمجموعة الثنائية الجزائرية-الروسية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وقضايا الأمن يومي الإثنين والثلاثاء بموسكو شرع وفدا البلدين في تقييم مدى تنفيذ توصيات الدورات السابقة. وقد ضم الوفد الجزائري الذي ترأسه السيد كمال رزاق بارة مستشار برئاسة الجمهورية ممثلين عن وزارات الدفاع والشؤون الخارجية والعدل والمالية. أما الوفد الروسي الذي ترأسه نائب وزير الشؤون الخارجية وممثل الرئيس الروسي المكلف بقضايا التعاون في مجال مكافحة الإرهاب العابر للأوطان السيد أناتولي سافونوف فقد كان مشكلا من ممثلين عن وزارة الشؤون الخارجية والداخلية والعدل وكذا خلايا المخابرات المالية والمصلحة الفيدرالية لمكافحة تهريب المخدرات. في هذا الصدد صرح السيد رزاق بارة ل(وأج) أن الجانبين شرعا في دراسة التطور الذي يشهده تهديد الإرهاب العابر للأوطان مما أفضى إلى "تقارب كبير في وجهات النظر حول تحليل وتقييم هذا التهديد". كما استعرض الطرفان يقول المسؤول الوضع السائد ببعض المناطق لاسيما شمال القوقاز ومنطقة باكستان-أفغانستان وكذا منطقة المغرب العربي والساحل. في هذا الإطار أبدى الجانبان الجزائري والروسي "اهتماما بالغا" بالتطور الذي تشهده بعض الأوضاع الخاصة المرتبطة ب"التهديد الذي تشكله الإيديولوجيات المتطرفة والداعية للجهاد وكذا نظام القاعدة" حسب السيد بارة. وعلى المستوى الثنائي شكل عدد من قطاعات التعاون محور "اقتراحات ملموسة" لاسيما في مجال مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. من جهة أخرى عكف الطرفان أيضا على "تحديد السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون في المجال القانوني والقضائي لاسيما المساعدة الجزائية المتبادلة والطرد وتبادل الخبرات وتكوين القضاة". من جهة أخرى صرح المسؤول الجزائري "لقد اقترحنا تنظيم ورشة خبراء تضم مختصين من البلدين لمناقشة قضايا غرس الأفكار بهدف تحديد الصيغ التي يمكن من خلالها حماية شبابنا من محاولات غرس هذه المذاهب من خلال الخطب والإيديولوجيات التي تقوم على تأويلات خاطئة لديننا". وقد ناقش الوفدان أيضا مسألة التعاون الثنائي حسب السيد بارة الذي أضاف يقول في هذا الخصوص إن الوفد الجزائري "تطرق إلى الدعم الذي يقدمه الجانب الروسي لمبادرة الجزائر الرامية إلى تجريم دفع الفدية للمجموعات الإرهابية التي تمارس عمليات اختطاف الرعايا الأجانب بهدف تمويل أعمالها المدمرة". كما أردف السيد بارة يقول "لقد أطلعنا الشريك الروسي بأن إدانة دفع الفديات الذي سبق وأن شكل محور لائحة خلال القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي سيتم طرحها على منظمة الأممالمتحدة للحصول على لائحة مماثلة على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن".