أوضح السيد أبوبكر بن بوزيد وزير التربية الوطنية، أنه لا يمكن التخلي عن الإصلاحات وتقليص برنامج الطور النهائي حتى تتماشى البكالوريا الجزائرية مع البكالوريات الدولية· معلنا أن مصالحه ضبطت أشخاصا متلبسين بتحريض تلاميذ الأقسام النهائية في الثانويات للقيام بالإضراب وخلق الفوضى خدمة لمصالحهم الشخصية، مهددا بمتابعة هؤلاء الذين تجري حاليا بشأنهم الشرطة تحقيقات لإحالتهم على القضاء· وأضاف الوزير أن رجال الأمن عثروا على بيان بحوزة التلاميذ يحمل توقيع"حمزة" وختم كتب عليه "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية" عوض "الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية"، وقال أنه لم يتم إلى غاية الآن معرفة صاحب هذا البيان، غير أنه أوضح أنه لن يتم التسامح مع هذه الجهات التي تسعى لخلق البلبلة داخل المدرسة الجزائرية· كما اتهم المتحدث بعض الأساتذة بالوقوف وراء التلاميذ وتحريضهم لتصعيد الإضراب باعتبار أن اللوائح والشعارات التي ترددت خلال الإضراب لا يمكن أن تكون من صنع التلاميذ، غير أنه لم يشر بصريح العبارة إلى من هم هؤلاء الأساتذة وما إذا كانوا نقابات أو جهات أخرى قائلا: " لا أريد أن أتهم أية جهة"· وفي تصريح للصحافة على هامش اللقاء المشترك الذي جمعه أمس، بوزير السكن لتقييم البرنامج الوطني لإنجاز المؤسسات التعليمية للطور المتوسط، قطع السيد بن بوزيد كل أمل في تنظيم دورة ثانية للبكالوريا في شهر سبتمبر مثلما يطالب بذلك العديد من تلاميذ الأقسام النهائية، حيث أبدوا تخوفا من تسجيل نتائج كارثية في الامتحان ليضطروا إلى إعادة السنة· وفي رده على احتجاجات تلاميذ الأقسام النهائية بالثانويات التي مسّها الإصلاح رفضا لما وصفوه بكثافة البرنامج الدراسي وتعقيده وعدم قدرتهم على استيعاب الدروس أجاب الوزير أن 30 ولاية من الوطن لم تعرف هذه الحركة الاحتجاجية التي اقتصرت على ولايات دون الأخرى، مفيدا أن البكالوريا هي شهادة دولة معترف بها من قبل منظمة اليونسكو وباقي دول العالم، وبالتالي لا يمكن تكييفها كشهادة وطنية فقط من خلال التقليص في البرنامج وحذف الدروس الصعبة لتصبح هذه البرامج مواد موحدة في كل الدول كالرياضيات مثلا التي تختلف الجزائر فيها عن سائر هذه البلدان، وبالتالي تصبح شهادة البكالوريا الجزائرية غير معترف بها في العالم، على حد قوله· وفي هذا السياق جدد الوزير التذكير بأن مواضيع البكالوريا لن تختلف عما هو معهود وأنها لن تتضمن إلا الدروس التي تم تدريسها خلال السنة الدراسية، مشيرا إلى أنه إلى غاية اليوم تم تطبيق 35 بالمئة من هذا البرنامج الموجه للأقسام النهائية· من جهة أخرى صرّح وزير التربية أن اليوم هو آخر أجل بالنسبة للتلاميذ المضربين للالتحاق بأقسامهم حيث سيشرع ابتداء من اليوم في تسجيل الغيابات وعلى المتغيبين إحضار أوليائهم للسماح لهم بالدخول لمزاولة الدراسة· وذكر المتحدث أن الإضراب لا يؤثر على برنامج العطل الذي سيطبق مثلما تم تسطيره قبل بداية الموسم الدراسي أي لا تلغى العطل أو تقلص بسبب الإضراب لاستدراك الوقت الذي ضاع·وفيما يخص القانون الأساسي للأستاذ قال الوزير، أنه سيقدم للحكومة في 25 جانفي الجاري اقتراحا من أجل الشروع في تطبيقه وتمكين الأساتذة من تلقي أجورهم الجديدة ابتداء من فيفري القادم· وفي هذا النسق أكد السيد بن بوزيد أنه يفتح أبواب الحوار للتفاوض مع نقابات القطاع من أجل طرح انشغالاتهم وكان استقبل أمس ممثلي المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "الكنابيست"·وفي لقائه بمديري التربية لولايات الوطن، ألح الوزير على ضرورة استلام 321 إكمالية على الأقل هذه السنة لاستقبال مليون تلميذ جديد، إذ يتوقع استقبال 3 ملايين و200 تلميذ في الاكماليات خلال الدخول المدرسي ل 2008 / 2009، إلى جانب إضافة ما يتراوح بين 2 إلى 3 أقسام في الاكماليات القديمة من أجل استيعاب كل التلاميذ، مشيرا إلى وجود 500 ثانوية جديدة في طور الإنجاز حاليا· من جهته ذكر السيد نور الدين موسى، وزير السكن والعمران، أن مصالحه أنجزت 85 بالمئة من برنامج قطاع التربية في مجال بناء المدارس والمؤسسات التربوية خلال السنة الماضية، غير أنه اعترف بأن هذا يبقى غير كاف مادام قطاع التربية لا يزال يسجل عجزا ب 15 بالمئة·