دعا الخبراء والمختصون في مجال الفلاحة والتقنيات الزراعية أمس الى ضرورة توفير الحماية اللازمة للنباتات والمنتوجات الفلاحية بصفة خاصة، بالاختيار الأمثل للأسمدة، والمبيدات المرخصة للاستعمال، مما يسمح بزيادة الإنتاج المحلي وتقليص فاتورة الاستيراد. وأوضح المشاركون في الندوة الصحفية التي احتضنتها قاعة المحاضرات بالوكالة الوطنية لتطوير التجارة الخارجية "ألجيكس" بالمحمدية حول "حماية النباتات والأسمدة من أجل تطوير القطاع الفلاحي" الذي ترعاه مجموعة التفكير "فلاحة اينوف"، أن اتباع هذه الاستراتيجية الفلاحية ستمكن الجزائر من تحقيق الأمن الغذائي لا سيما في مجال الخضر والفواكه، وبالتالي تقوية التصدير نحو الخارج. وهذا رغم النقائص المسجلة في بعض المجالات الأخرى. وفي هذا السياق، أكد الخبير في فرع "أوليوماد" رئيس المنتدى المتوسطي لزيت الزيتون السيد شبور أن توفير العناية للمنتوجات الفلاحية أضحت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، باعتبار أن الجزائر تستورد ما يقارب 95 بالمائة من المواد الدسمة، وتنتج 1.14 طن من زيت المائدة. وهي النسبة التي وصفها الخبير بالضعيفة مقارنة بدول الجوار كتونس والمغرب، والمناخ الاقتصادي الملائم مع فتح الأسواق، وفتح فضاءات التبادل مع المنطقة العربية للتبادل الحر. ومن جهته، شدد السيد حتو المكلف بفرع "فيتوفارتي" التابع لمجموعة التفكير "الفلاحة اينوف" على ضرورة توفير التغذية والحماية للنباتات والمنتوجات الفلاحية، وتنظيم نشاط المنتجين قصد تطوير الإنتاج، الى جانب تفعيل دور الممونين بالمبيدات الفلاحية والمستهلكين على السواء. وأكد الخبير نواد عن مجموعة "فلاحة اينوف" أن نسبة استعمال الأسمدة في الجزائر تبقى ضعيفة الى حد ما مقارنة بالأراضي الفلاحية الشاسعة، حيث تقدر نسبة التسميد ب11 كيلوغرام في الهكتار، وذلك بمقابل 45 كيلوغرام في الهكتار الواحد بالنسبة للمغرب، و108 كلغ في الهكتار بالنسبة لتونس. كما ذكر السيد نواد بالإجراءات الجديدة التحفيزية التي تضمنها قانون المالية التكميلي لفائدة القطاع الفلاحي، والتي أقرت دعما ماليا بنسبة 20 بالمائة فيما يخص الأسمدة والبذور. ومن جانب آخر أكد الخبراء والتقنيون في مجال الفلاحة أن ملتقى ما بين الحرفيين في مجال الاسمدة وحماية النباتات الذي ترعاه مؤسسة "فلاحة اينوف" من 14 إلى 15 نوفمبر بنزل "الهيلتون" سيكون فرصة لدعوة كافة المعنيين بالقطاع لتسليط الضوء أكثر على مثل هذه الرهانات التي تعترض الفلاحة. وفي هذا السياق، ستنظم ندوات علمية من تنشيط خبراء محليين ودوليين، اضافة الى ندوات تقنية لأصحاب المشاريع في مجال الفلاحة، قصد إيجاد حلول ناجعة طيلة أربعة أيام ابتداء من 16 الى 19 نوفمبر الجاري. وقد انبثقت مؤسسة "فلاحة اينوف" عن مجمع التفكير للفلاحة الذي تأسس سنة 2007 على هامش أشغال الصالون الدولي للفلاحة، حيث جاءت هذه المؤسسة لمواجهة الرهانات الاقتصادية ودفع عجلة الفلاحة، والصناعة الغذائية وجعلها أكثر ديناميكية في مجال خلق مناصب الشغل والقيمة المضافة.